الخميس, 8 فبراير 2024 10:26 م

المركز الخبري الوطني/خاص

تختم الممثلة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، عملها بالتحذير من الجماعات المسلحة، وتقويض استقرار البلاد، فيما راحت تنتقد سلطات إقليم كردستان على تأجيلها الانتخابات المحلية لأكثر من مرة.

وحملت كلمة بلاسخارت عبارات رومانسية في نهاية الكلمة عن العراق، حيث أعربت عن “أملها بان يتعرّف الناس من جميع أنحاء العالم يوماً ما، على العراق، واصفةً إياه بأنهُ :” بلد ذو جمال هائل، بلد ذو تنوع وثقافة غنيين، حيث توجد العديد من الفرص لاغتنامها”.

في المقابل، تباينت آراء مراقبون سياسيون محليون حول أداء المسؤولة الأممية في العراق، حيث يصفها البعض بأن المراقب الدولي المحايد بشأن ما يحصل من انشطارات السياسية وتنافس حزبي على السلطة المركزية في بغداد، في حين أتهم آخرون بلاسخارت بالانحياز السياسي لصالح طرف على حساب أطرافٍ أخرى.

وتستبدل الأمم المتحدة، مهمة مسؤول البعثة الأممية التي تمثلها في الدول النامية، كل خمس سنوات، حيث من تتواجد البعثة في العراق منذ العام 2003، وتوالى حضور الممثلين الأمميين طيلة الـ 20 سنة الماضية، كان أبرزها حضور الممثل السابق سيرجو ديميلو الذي قضى بتفجير إرهابي نفذه تنظيم القاعدة سنة 2005 في بغداد.

الحاجة لإصلاح الحقيقي

وقالت رئيسة بعثة يونامي جينين بلاسخارت خلال إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في العراق إن “التشاحن مستمر بين بغداد وأربيل بشأن المسائل المالية والمتعلقة بالميزانية. والناس هم من يعانون”، مبينةً في الوقت ذاته أن “تمويل شهر كانون الثاني هو موضع ترحيب، ولكن هناك حاجة ماسة إلى حل أكثر ديمومة”.

وانتقدت بلاسخارت، حكومة إقليم كردستان بتأجيل انتخابات الإقليم بأن “التأجيلات المستمرة للانتخابات لا تخدم مستويات الثقة المتدنية أساساً، ولا تساهم في استقرار العراق”.

وبينت المبعوثة الأممية إن “الحاجة إلى تقدم مستدام، نحو الإصلاح الحقيقي، وتحسين مستويات المعيشة لن تتراجع، حيث ينمو عدد سكان العراق كل عام، وبينما تحتفظ خطط الحكومة بالمفتاح لتلبية هذه الاحتياجات، فإن تحقيقها سيصبح أصعب مع مرور الأعوام”، مؤكدةً بالقول “لقد حان وقت العمل”.

كبح جماح المسلحين

وجددت بلاسخارت تأكيدها على “أهمية تهيئة بيئة مواتية، والحاجة الماسة إلى إيقاف الهجمات من داخل العراق أو خارجه”، مبينةً بالقول “كما ذكرنا في الماضي يجب أن يشمل ذلك كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، ولا يمكن المبالغة في تقدير المخاطر الهائلة والعواقب المدمرة المحتملة لهذه الأعمال”.

وأوضحت مسؤولة بعثة يونامي أن “في كانون الأول 2018 وصلتُ إلى بغداد. والآن، بعد خمس سنوات، حان الوقت تقريباً لأقول وداعاً، وأتوقع أن أغادر منصبي في نهاية آيار، إنه ليس أمراً سهلاً. وفي السراء والضراء، أصبح العراق ببساطة جزءاً مني، ولا يسعني إلا أن آمل أن يتعرّف الناس من جميع أنحاء العالم يوماً ما، على العراق الحقيقي. إنه بلد ذو جمال هائل. بلد ذو تنوع وثقافة غنيين، حيث توجد العديد من الفرص لاغتنامها”.

وعن مشاركة العراق بمؤتمر الأطراف (COP28) بينت بلاسخارت انه “نتجت عن هذه المشاركة بعض الالتزامات الواعدة، ويجب أن يتحول التركيز الآن إلى تخفيف الآثار والتكيّف. فمن دون الانتقال من مرحلة الوعود إلى العمل، فقد تضيع الفرص بسرعة”.

وتوجهت بلاسخارت في ختام حديثها بـ”الإشادة بجميع العراقيين رجالاً ونساء. على تضحياتهم وقوتهم وعمق التزامهم ببناء عراق مزدهر وديمقراطي وسلمي”.

بلاسخارت تؤشر لمخاطر

في المقابل، يرى بعض المراقبين، أن تصريحات بلاسخارت أشرت بشكل واضح وصريح لحجم الأخطار التي تواجه العراق في ظل استمرار “تجاهل” الطبقة السياسية الحاكمة للمشاكل التي يعاني منها البلد.

يقول الباحث والأكاديمي عقيل عباس، إن “الخطابات الوداعية غالباً ما تكون الأشد صراحة، وهذا ما حصل بالفعل مع إحاطتها يوم الثلاثاء”.

ويضيف عباس في تصريح صحافي، أن “ما تحدثت به المبعوثة الأممية ليس جديداً بالنسبة للكثير من المختصين والمراقبين، وهو أن الإدارة الاقتصادية والمالية السيئة للبلد، وتصارع القوى السياسية فيما بينها سيقود البلد للانهيار”.

ويشير عباس إلى أن “الأوضاع في العراق بشكل عام قاتمة رغم وجود بعض التحسن النسبي في جوانب معينة”.

انتقاد لدورها الأممي

من جهتهم، انتقد مراقبون آخرون، دور الممثلة الأممية المنتهية ولايتها في العراق، واصفين دورها بـ”الانحياز” لطرف على حساب أطراف أخرى، وهو دور لا يليق بالمراقب الدولي المحايد.

ويقول حيدر البرزنجي، رئيس مركز ألوان للدراسات، إن ” بلاسخارت حاولت أن تتدخل في الشأن الداخلي العراقي، وهي شخصية غير منصفة وسلبية داخل النظام السياسي، وداعمة لطرف على حساب طرف آخر”، مبيناً أن “العراق ليس بحاجة إلى بعثة الأمم المتحدة في الوقت الحاضر”.

وأضاف أن “تواجد البعثات حينما يكون البلد تحت الوصاية الدولية، ونحن لسنا بحاجة إلى الوصايا الدولية”، مشيراً إلى أن “إحاطة أمس كانت خالية من الإشارة إلى استهداف الأميركان لمقرات القوات الأمنية في الآونة الأخيرة، وهذا مما يؤكد أداءً سلبياً لبلاسخارت لدى إدارتها للبعثة الأممية في بغداد”.