الثلاثاء, 3 أغسطس 2021 12:36 م

متابعة / المركز الخبري الوطني

بعد عام من أسوأ كارثة تضرب لبنان في العصر الحديث، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال ‏حسان دياب إن انفجار مرفأ ‏بيروت “كشف عورات البلد‎‏”.‏

وأوضح دياب في بيان، بمناسبة ذكرى الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس ‏من العام الماضي: “سنة مرت ‏على ذلك الزلزال الذي ضرب بيروت وكل لبنان. في 4 أغسطس ‏انفجر أحد عنابر الفساد المتراكم، وكانت نتائجه مدمرة على ‏جميع المستويات: خسرنا شهداء ‏وأصيب الآلاف ودُمرت منازل ومؤسسات. ترك جروحا عميقة في النفوس والوجدان وفي ‏واقع ‏البلد‎‏”.‏
وأجبر الانفجار حكومة‎ ‎دياب‎ ‎على الاستقالة، لكنها ظلت في مهام تسيير الأعمال مع فشل محاولات ‏تشكيل حكومة جديدة، حتى ‏قبل تلك المهمة نجيب ميقاتي قبل أيام‎.‎
وأضاف دياب: “تمر سنة على هذا الانفجار، لكن المعالم ما تزال صارخة، والوجع ما زال يدمي ‏القلوب، ونار حرقة أهالي ‏الشهداء والجرحى لم تنطفئ”.‏‎
وتابع: “لقد كشف انفجار 4 أغسطس عورات البلد. انكشف جانب من الفساد الذي ‏ينهش‎ ‎لبنان‎ ‎وظهرت معالم الدولة العميقة، دولة ‏الفساد، ليتبين أن العنبر رقم 12 يختصر صورة ‏الواقع اللبناني الذي يقوم على اجتماع مكونات وعناصر الإفساد التي استسلم ‏البلد لإرادتها وقوة ‏سطوتها. لن تكون هناك عدالة حقيقية في لبنان إذا لم تتحقق العدالة الحقيقية في انفجار مرفأ ‏بيروت‎‏”.‏
ورغم مرور عام، لم توجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى أي مسؤول لبناني كبير في الانفجار ‏الذي أودى بحياة أكثر من 200 ‏شخص وأصاب الآلاف، ودمر مناطق كبيرة من بيروت‎.‎
وقال دياب: “لا يمكن للبنانيين الشعور بالأمان إذا لم تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة التي لا ‏يمكن تجاوز آثارها الإنسانية ‏والنفسية والاجتماعية، فضلا عن الدمار الذي أصاب العاصمة ‏ومحيطها، ولا يمكن أن تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة من ‏دون أجوبة واضحة على أسئلة ‏جوهرية: من أتى بهذه المواد؟ ولماذا؟ كيف ولماذا بقيت 7 سنوات؟ كيف حصل الانفجار؟‎‏”.‏
وكان دياب يشير إلى مادة‎ ‎نترات الأمونيوم‎ ‎التي ظلت محفوظة في ميناء بيروت، بشكل لا يراعي ‏معايير السلامة لمدة 7 ‏سنوات‎.‎
وأكد أنه “على مدى سنة كاملة لم يبرد جرح الوطن، ولم تجف دموع الثكالى وذوي الشهداء، ولم ‏تتوقف آلام الجرحى، وما تزال ‏آثار الدمار شاهدة على الكارثة‎”.‎
وتساءل: “كيف يمكن لأي عاقل أن يطلب من هؤلاء جميعا أن يتوقفوا عن الأنين والظلم يقهر ‏قلوبهم بخسائر لا يمكن تعويضها؟ ‏وكيف يمكن لضمير إنساني ووطني أن يستثمر بلوعة أم ‏ودموع أب وأهل، لغايات سياسية أو شخصية؟‎‏”.‏
وأشار دياب، إلى أن “تحقيق العدالة يبدأ بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الكارثة، ‏وبحماية دماء الشهداء وبلسمة ‏جراح المصابين والمتضررين‎‏”.‏
ولفت إلى أن “لبنان يمر بمرحلة خطيرة جدا تهدد مصيره ومستقبل أبنائه، وعلى الجميع الإدراك ‏أن العدالة الحقيقية هي حجر ‏الزاوية في حماية لبنان من السقوط‎‏”.‏
وختم دياب بيانه، بالقول: “رحم الله شهداء لبنان الذين سقطوا في كارثة بيروت. أعان الله الجرحى ‏على تجاوز جروحهم التي ‏تركت آثارها في حياتهم، الله يحمي لبنان الله يحمي اللبنانيين‎”.‎
ويمر لبنان بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام ‏‏1850، مع تدهور قيمة الليرة ‏وتراجع القدرة الشرائية بشكل مأساوي‎.‎