الأثنين, 1 أغسطس 2022 3:23 م

سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني

لم تكن هذه اول دعوة منّا لتفكيك متشابك أسلاك القنبلة الموقوتة التي تنذر بنسف المعادلة السياسية و اعتقد انها لن تكون الأخيرة. فطالما ان الحلول قبل الان لا تأخذ بالعلاج بل تركن للمسكّنات فالداء باق في الجسم الرسمي و يسري و يتسع.
يمكن للأخوة الشركاء ان يتذكروا عدد الأزمات و مسبباتها و نتائجها التي كلها في الحقيقة ابعد عن صلاح الفرد و المجتمع العراقي، لكن ثقل الأزمة الأخيرة تتطلب هدوءا و تأنِِو نزولا و تنازلا حتى لا يقع المحظور و تندفع حمى التصريحات النارية فينفجر موقف ما وتمتد معه نيران لا تبقي و لاتذر.
العراق ليست هذه صورته و لا يستحق ان تكون أخباره السيئة منتشرة في الواقع و على رأس نشرات الأخبار، تحشيد سلاح و مهاجمة شركاء و افتعال مواقف للتغطية على احداث، ذلك ان الصورة تحمل في مضمونها مسار معادلة غير محسوبة، و هي في النتيجة ستجعل من الحلول المتاحة الان لتجنب الكارثة صعبة التحقق ان لم يُصْر إلى افراغ السلاح من الرصاص الملقم.
رئيس اقليم كردستان السيد نيچيرڤان البارزاني هو رفيق قديم في سوح النضال و الجهاد الذي جمعنا لسنوات مشرفة كلها تضحيات و صدق، ودعوته هي دعوة عراقية كردية وطنية يتحسس صدقها كل من ناضل و جاهد لعراق افضل، عراق بلا دكتاتورية بلا طائفية بلا قانون جائر، بلا فقر و ضياع دماء.
أربيل هي مدينتكم التي اجتمعنا بها قبل ٢٠٠٣ أيام كنا نهيء لعراق جديد و أيام كنا على محك تقديم ما يجعل من شعبنا بكل هوياته ما يمكنه من تجاوز محن النظام السابق لا ان نجدد له محنا قديمة و مستحدثة، و لا ان ندهس كل الضوابط التي تحكم الدولة و العلاقة بالأفراد.
ذهاب قسم من القوى للإيمان بالتكاسر على حساب شعب بأكماله بحجة الانصياع لجمهور تابع قد يصح تقبله قبل قرون لا في بلاد بالزمن الحالي عضو في الأسرة الدولية أيا كان موقعه فيها فذلك بسبب سياسات قديمة و بعض سياسات حالية.
لبوا دعوة البارزاني و حلوا في أربيل فهي بيتكم، آمنين بلا ضغط او تخويف، لأنها مدينة لا تحكمها مزاجية ولا اجندة خارجية، و دعونا نعيد كسب ثقة الناس، الناس التي تنتظر الضياء لا الظلام، تريد حياتها و حياة أسرها كريمة، لا حياة مهانة و اضطراب.
أربيل قريبة منكم و أغلبكم تعرفونها جيدا، و ستجدون البارزاني في استقبالكم و معكم.