الأثنين, 26 يوليو 2021 9:22 ص

متابعة / المركز الخبري الوطني

الطريقة الوحيدة للحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا حتى الآن هي الحقن، لكن ‏في المستقبل غير البعيد، يبدو أن هذه ‏اللقاحات ستعطى عن طريق أجهزة الاستنشاق، أو ‏حتى بـ”حبة” تلقى في الفم‎.‎

فالعلماء يعملون على قدم وساق من أجل تطوير الطريقة التي تعطى بها اللقاحات ‏المضادة للفيروس المسبب لمرض‎ “‎كوفيد 19‏‎”.‎

وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن علماء سويديين يبذلون جهودهم ‏في هذا الإطار، في مختبر بقرية ‏ميديكون، التي تعتبر واحدة من أكبر حدائق العلوم ‏جنوبي البلاد‎.‎

لقاح مسحوق

وفي هذا المختبر، تحمل الكيميائية إنغيمو أندرسون، جهاز استنشاق بلاستيكي صغير ‏بنصف حجم علبة أعواد الثقاب‎.‎

ويأمل فريقها في أن يؤدي هذا الجهاز الصغير دورا كبيرا من محاربة وباء كورونا ‏على نطاق عالمي، حيث يسمح بأخذ ‏جرعات متطورة من اللقاح على شكل مسحوق، ‏يصل إلى الناس في منازلهم‎.‎

ويقول يوهان وابورغ، وهو رئيس تنفيذي لشركة معدات طبية في السويد، إن الأداة ‏الجديدة سهلة الاستخدام ورخيصة‎.‎

وتنتج شركة وابورغ أجهزة استنشاق مخصصة لمرضى الربو، وتتعاون مع مختبر ‏أندرسون في سبيل ذلك‎.‎

ويضيف وابورغ: “أنت فقط تزيل قصاصة بلاستيكية صغيرة، ثم يتم تنشيط بخاخ ‏اللقاح، وما عليك إلا أن تضعه في فمك. خذ ‏نفسا عميقا واستنشق‎”.‎

وتتعاون شركة وابورغ مع شركة ناشئة متخصصة في الأبحاث المناعية، تمكنت من ‏تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا على ‏شكل مسحوق جاف‎.‎

وتقوم فكرة اللقاح على الاستعانة بالبروتينات الموجودة في فيروس كورونا، ويمكن له ‏أن يتحمل حرارة تصل إلى 40 درجة ‏مئوية، ويتناقض ذلك مع اللقاحات الأخرى التي ‏تحتاج إلى حفظها في درجات حرارة منخفضة للغاية، وكلها سائلة‎.‎

ويقول مؤسس الشركة الناشئة، أولا وينكيز، وهو أستاذ متخصص في علم المناعة، إن ‏اللقاح الجديد سيغير قواعد اللعبة، فهو ‏ليس بحاجة إلى التبريد، ويمكن أخذه من دون ‏الحاجة إلى مساعدة مقدمي الرعاية الصحية‎.‎

وتختبر الشركة السويدية الآن لقاحها ضد متغيري كورونا الجديدين نسبيا، “ألفا” ‏و”بيتا‎”.‎

وتعتقد الشركة أن التقنية الجديدة يمكن أن يكون مفيدا في تسريع وتيرة التلقيح في ‏إفريقيا، إذ لا يوجد هناك حاليا مصنعون ‏محليون للقاحات، فيما تواجه القارة تحديات ‏كبيرة على صعيد تخزين اللقاحات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وإمدادات ‏الكهرباء ‏المتواضعة‎.‎

ومع أن هناك شوطا طويلا أمام اللقاح قبل إقراره رسميا، فإن المجتمع الطبي متفائل ‏بأنه سيحدث ثورة في الاستجابة العالمية ‏للوباء‎.‎

اللقاح في حبة
وعلى جانب آخر، فإن شركة سويدية أخرى لا يبعد مقرها عن شركة وينكيز كثيرا، ‏تعمل حاليا على تطوير تكنولوجيا واعدة، ‏وهي تجفيف اللقاحات السائلة الحالية أو ‏المسقبلية بصورة لا تقلل من فعاليتها‎.‎

وتسمح هذه التكنولوجيا للدول النامية بإكمال المراحل النهائية لإنتاج اللقاح على ‏أرضها‎.‎

وتقوم التكنولوجيا الجديدة على خلط مسحوق اللقاح مع ماء معقم قبل التطعيم، ثم يتم ‏حقنه باستخدام الإبر‎.‎

ليس ذلك فحسب، فالتكنولوجيا الجديدة قابلة للتطبيق على أنواع أخرى من أدوات إدخال ‏اللقاحات الأخرى في الجسم، مثل ‏بخاخات الأنف والحبوب، حسبما يقول الرئيس ‏التنفيذي للشركة غوران كونرادسون‎.‎

ومع ذلك، يؤكد كونرادسون أن هذه التكنولوجيا تتطلب الكثير من البحث والتطوير، لكن ‏من ناحية المبدأ تبدو ممكنة‎.‎