الجمعة, 7 فبراير 2020 8:28 م

متابعة /NNC- ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة بالعنف الذي أودى بحياة محتجين في مدينة النجف بجنوب البلاد هذا الأسبوع وقال إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته.

ودعا السيستاني قوات الأمن العراقية لحماية المحتجين السلميين من المزيد من الهجمات.

واتخذت الحكومة العراقية الجمعة تدابير أمنية مشددة في الشوارع المؤدية الى ساحات التظاهر وفي محيط الساحات في بغداد و9 محافظات أخرى على خلفية قيام اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر باستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والعصي اوقع خلال الأسبوع الماضي نحو 14 قتيلا وأكثر من 160 شخصا.

فيما أمهلت محافظة ذي قار جنوب البلاد، حكومة تصريف الأعمال في العراق أسبوعاً من أجل إجراء استفتاء شعبي لاختيار رئيس وزراء مستقل بعيداً عن الأحزاب السياسية.

وهدد عدد من نشطاء الحراك في المحافظة الجنوبية، من خلال بيانهم المنشور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بمليونية شعبية في العاصمة بغداد وعند أبواب المنطقة الخضراء، الشديدة التحصين، والتي تضم العديد من السفارات والمؤسسات الرسمية والوزارات، إن لم تتحقق مطالب المتظاهرين وفي مقدمتها اختيار رئيس حكومة مستقل.
وقال معن الجابري، منسق احتجاجات محافظة ذي قار جنوبي البلاد، إن “ساحة اعتصام الحبوبي (ذي قار) اتفقت مع ساحات اعتصام محافظات الوسط والجنوب وساحة التحرير ببغداد، على أن يتم إجراء استفتاء شعبي على منصب رئيس الوزراء”.

وأوضح الجابري أن “ساحات الاعتصام اتفقت على منح الحكومة ومفوضية الانتخابات والقضاء أسبوعا واحدا للإعلان عن الآلية التي سيتم بها إجراء الاستفتاء للخروج بموقف موحد من رئيس الوزراء القادم”.

وتابع الجابري أن “ساحات الاعتصام ستتولى ترشيح شخصيات غير جدلية وغير حزبية، ومتماشية مع توجيهات المرجعية الدينية في النجف، وعليها إجماع وطني، وستقدم إلى الجهات الرسمية لغرض طرحها في الاستفتاء الشعبي”.

وشهدت ساحات التظاهر منذ ساعات صباح الجمعة في بغداد وبابل وكربلاء والنجف والبصرة والناصرية والبصرة وميسان وواسط والسماوة شهدت تدفق المئات من المتظاهرين لدعم المرابطين في ساحات التظاهر منذ أكثر من أربعة أشهر للمطالبة بإعادة ترتيب العملية السياسية وتشكيل حكومة جديدة تمهد لانتخابات مبكرة.

وذكر شهود عيان أن “المتظاهرين عادوا إلى مواقعهم في ساحات التظاهر وقاموا بنصب خيام اعتصام ومنصات خطابة جديدة بديلا عن الخيام التي تم إحراقها من قبل المخربين” بعد موجة عنف قامت بها عناصر ترتدي القبعات الزرقاء تابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لفض المظاهرات وساحات الاعتصام بعد تسمية محمد توفيق علاوي.

وسجل الصدر استدارة غريبة، منتقلا من المعسكر المحسوب على الشارع المنتفض إلى المعسكر المحسوب على إيران، حيث تقف الميليشيات إلى جانب السلطات المتورّطة في قتل الآلاف من المحتجين وجرحهم وتغييبهم.

ويتخوف الناشطون في الحراك الاحتجاجي من مغبة إنهاء تظاهراتهم وانتصار السلطة عليهم، بحيث يرون أن هذه هي الفرصة الأخيرة التي يحظون بها مقابل السلطة الحالية التي يشكل بقاؤها بالنسبة للمحتجين مأزقاً كبيراً، ما خلق دافعاً كبيراً لاستمرار تلك الاحتجاجات إلى أكثر من 100 يوم.
ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي وزير الاتصالات الأسبق لتشكيل الحكومة العراقية، بعد أشهر من الاحتجاجات والشلل السياسي، ويريدون تكليف سياسي مستقل لم يشغل منصبا وزاريا من قبل.

من جانبه، وصف علاوي ماشهدته ساحات التظاهر خلال اليومين الماضيين في بغداد وكربلاء والنجف بأنها “مؤسفة ومؤشر خطير أوقعت شهداء وجرحى”، ملوحا بإنهاء تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة إذا استمر قمع الحراك الشعبي.

وطالبت شخصيات وقوى سياسية الحكومة العراقية بالتدخل الفوري لحماية المتظاهرين من الجماعات المنفلتة التي استخدمت المتظاهرين السلميين في ساحات التظاهر والتنديد باستخدام العنف من قبل جهات غير أمنية باستهداف المتظاهرين لتضييق الحريات وحرية التعبير عن الراي التي كفلها الدستور.

ودعت وزارة الداخلية العراقية في بيان صحفي “المتظاهرين إلى ضبط النفس والتقيد بمناطق التظاهر والمحافظة على المصالح العامة والخاصة بعد الاحداث المؤسفة التي جرت في مدينتي النجف وكربلاء وسقط خلالها عددا من الضحايا وأن التحقيقات جارية لمعرفة المتسببين وملاحقتهم”.

وفي ردود الأفعال الدولية على ما حصل في النجف، وصفت سفارة الولايات المتحدة في بغداد الهجوم بالوحشي، واضاف البيان الصادر “من المؤسف أنه لا يزال يُسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون بالعراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين الذي يمارسون حقهم الديمقراطي في حرية التعبير، بما في ذلك مطالبهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي”.

وطالبت السفارة الأميركية “الحكومة العراقية وقواتها الأمنية وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحفيين، وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات السلمية”، موجهة التحية الى المتظاهرين السلميين لالتزامهم بضبط النفس في مواجهة هذه التكتيكات القاتلة، وحثتهم على “الحفاظ على سلمية تظاهراتهم، كما وتؤيد الولايات المتحدة تمامًا حقهم الديمقراطي الأساسي في حرية التجمع السلمي والتعبير”.
من جهته، أدان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، أعمال العنف التي وقعت في مدينة النجف (جنوب بغداد) ومدن عراقية أخرى، مطالبا السلطات العراقية باتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة الميليشيات والمجموعات المسلحة في مدينة النجف وغيرها ومن مدن العراق التي تمارس العنف ضد المتظاهرين.

وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان “يجب محاسبة الأطراف السياسية التي تحرض على استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والمسؤولين الحكوميين الذين فشلوا في حماية المتظاهرين”.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق رئيس البلاد برهم صالح ومنظمة العفو الدولية.

ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقا، بعيد عن التبعية للأحزاب ولدول أخرى، فضلا عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.