الخميس, 4 مايو 2023 12:48 ص

إذا كان الصراخ بمستوى الألم، فإن الشكر بحجم الفائدة المجنية، قانون يسري على جميع الأشياء والظواهر بما في ذلك ما يرتبط بالسلة الغذائية. فصراخ الفاسدين يبدو بمستوى الضرر الذي أصابهم بعد نجاحها، ومقابل ذلك، كان شكر المستفيدين من انتظام السلة بحجم الفائدة المجنية منها، سواء كانت فائدة مباشرة أو غير المباشرة. بخصوص الفوائد المباشرة، يمكن القول أن أفضل دليل عليها هي نتائج الاستطلاع الذي أجرته وكالة “عراق اوبزيرفر” التي توصلت إلى أن السلة الغذائية تصدرت نتائج الخدمات الحكومية المقدمة من قبل عموم الوزارات والهيئات والمؤسسات الاخرى، وجاءت بعدها دوائر وزارة الداخلية. يضاف إلى ذلك ما نراه ونسمعه يوميا من انطباعات وآراء يعبر عنها الشارع وصناع الرأي حول النجاحات التي حققتها السلة الغذائية بشكل غير مباشر، وأهم هذه النجاحات هي السيطرة بشكل كامل على مستوى أسعار المواد الغذائية وقطع الطريق أمام محتكري المواد، وهو الحاصل في الكثير من الدول بسبب انقطاع الطرق التجارية بعد الحرب الروسية الأوكرانية. إلى جانب هذا استطاعت وزارة التجارة تأمين خزين استراتيجي كبير من المواد الغذائية بحيث اطمأنت العوائل لأمنها الغذائي. كذلك أفادت آلاف العوائل المتعففة من توزيع مفردات السلة عليها، وهناك شبه اتفاق على جودة المناشئ العالمية التي جاءت منها المواد الغذائية كالزيت والرز والسكر وغيرها.
الأمر الآخر المهم أن نجاح الوزارة في تأمين السلة الغذائية شجع وسهل على الوزارة ومؤسسات الدولة المعنية للتحول إلى البطاقة الالكترونية بشكل يضمن كشف التلاعب. في محافظة النجف مثلا تم كشف مايقارب ١٩ الف اسم متوفى او مسافر لكن ذويه يستلمون حصته، كذلك الأمر في محافظة المثنى، وهناك عمل دائب لتطبيق تجربة البطاقة الألكترونية في المحافظات الأخرى.
الغريب بل العجيب أنه بالرغم من هذا النجاح غير المسبوق والذي لا ينكره سوى جاحد أو معاند، فأن مافيات الفساد المتضررة من نجاح السلة الغذائية لا زالت تشن الحملات الممنهجة لتشويه التجربة والطعن بها. إن الفاسدين يصرخون يوميا بحناجر الجيوش الألكترونية لتسقيط المشروع، وبطرق خسيسة بقدر ما هي ساذجة وغبية.
صراخهم فضحهم، فضح مقدار تضررهم، وبالمقابل، الفوائد التي جنتها العائلة العراقية، جعلت الكثيرين يكررون شكرهم لمن أنجح التجربة.
عامر عباس جواد