الجمعة, 30 أغسطس 2019 8:29 م

بغداد /المركز الخبري الوطني NNC

أعادت الولايات المتحدة الخميس تأسيس “القيادة الفضائية الأميركية” لتكون الذراع العملية للجيش الأميركي في الفضاء، في خطوة مثيرة تجاه “عسكرة الفضاء” الذي يمكن أن يطلق سباق تسلح بين الدول الكبرى خارج حدود الكرة الأرضية.

ففي حفل أقيم في البيت الأبيض الخميس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “هذا يوم تاريخي.. القيادة الفضائية سوف تردع بجرأة العدوان وتتفوق على منافسي أميركا إلى حد بعيد”، مضيفا أن “الفضاء لن يكون مهددا أبدا”.

وأوضح الرئيس الأميركي أن القيادة الجديدة ستتولى الدفاع عن المصلحة الحيوية لبلاده في الفضاء، الذي سيكون مجال الحرب المقبلة، بحسب ما ذكر موقع فورين بوليسي الأميركي.

وقال البيت الأبيض في بيان إن القيادة الفضائية ستعمل وبشكل نشط على توظيف قوات مخصصة من كل سلاح عسكري لإنجاز مهمات مباشرة في مجال الفضاء.

وكانت “القيادة الفضائية الأميركية” تأسست أصلا في العام 1985 للتنسيق بين العمليات الفضائية لمختلف فروع القوات المسلحة الأميركية، لكن تم حلها عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

وتشكل النسخة الجديدة من هذه القيادة الخطوة الأولى من رد الإدارة الأميركية على القدرات العسكرية المتعاظمة لكل من روسيا والصين لإرباك العمليات الفضائية الأميركية، من خلال عمليات التشويش الإلكتروني، وإسقاط الأقمار الصناعية من الأرض وغير ذلك.

والهدف النهائي هو إنشاء قوة فضائية كفرع سادس من القوات المسلحة التابعة للقوات الجوية الأميركية والتي ستقوم بتنظيم وتدريب وتجهيز فيلق من مشغلي الفضاء العسكريين، وهي خطوة لا تزال تتطلب موافقة الكونغرس.

وفي البداية، تعرض ترامب للسخرية بسبب تركيزه على إنشاء قوة فضائية، لكن الفكرة اكتسبت قوة في البنتاغون وفي الكابيتول هيل، في إشارة إلى الدعم الدولي للمقترح، حيث أعلنت فرنسا في يوليو الماضي عن إنشاء قوة فضائية خاصة بها.

من جهته، صرح قائد القيادة الفضائية الأميركية الجنرال جون ريموند، الخميس، قبل حفل البيت الأبيض بأن “القيادة الفضائية” مصممة لتهيئة “بيئة استراتيجية مختلفة”، حيث يتعين على الولايات المتحدة التنافس على الهيمنة مع لاعبين جدد، في إشارة إلى جهود الصين وروسيا مؤخرا في الاستثمار في العمليات الفضائية.

وقال ريمون إن خصوم الولايات المتحدة يعتقدون أن الفضاء يمكن أن يكون “كعب أخيل” بالنسبة للجيش الأميركي، وهو ما يريدون استغلاله، وأضاف “نحن الأفضل في العالم في الفضاء اليوم، لكن مستوى تفوقنا يتناقص.. لن يكون الفضاء كعب أخيل”.

الجدير بالذكر أن ترامب وقع، في فبراير، مرسوما بشأن إنشاء وتشكيل القيادة الفضائية الأميركية، بهدف صد العدوان وحماية المصالح الوطنية في الفضاء.

وفي المقابل، وانتقادا للإعلان الأميركي الخميس، حذرت روسيا من عسكرة الفضاء الخارجي، وقالت إنها ستضطر للرد على التهديدات المحتملة بتدابير وإجراءات متطابقة.

وقالت موسكو إن واشنطن تقوم من خلال إنشاء القيادة العسكرية الجديدة بوضع الأسس اللازمة لعسكرة الفضاء واستخدامه في تحقيق أغراضها العسكرية.