الأثنين, 15 أغسطس 2022 10:14 م

بقلم/ فاضل ميراني

بصفتي پيشمركة في حزبنا فأن كتابتي لمقال عن ذكرى تأسيس الحزب توجب عليّ ان افتتح بكلمات هي نداء درجنا عليه في بياناتنا النضالية، حيث نتوجه لمصادر شرعيتنا،وعليه ابدأ:

شعبنا في اجزاء كردستان
ذوي الشهداء الذين تراتبت أجيالهم على امتداد تاريخ نضالنا المجيد
النفوس المطمئنة التي رجعت إلى ربها راضية مرضية بعد ان جادت بأغلى ما وهبها ربها قربانا للحرية
البارزاني الخالد و إدريس البارزاني الحي في الوجدان
رئاسة اقليم كردستان و برلمانه وحكومته و كتلته النيابية و ممثليه في السلطات الاتحادية
پيشمرگة كردستان الذين لم ترتخي هممهم عن زناد سلاح الدفاع عن المقدسات
قواعد حزبنا و فروعه و مكاتبه واتحاداته المناضلة
هاهو حزبكم الديمقراطي الكردستاني يشعل شمعة جديدة في عمره. حزبكم الذي ولدته امتنا فشب سريعا ليرفع راياتها للعطاء.
ان فخر حزبنا ليزاحم الآفاق، أسطورة تتجسد في حياتنا مذ حمل مصطفى البارزاني العِلم و السلاح ليقارع الاستبداد و القهر غير مبال بجيوش أنظمة الدول التي ركنها التاريخ لوحشيتها في زاوية الذل، و ادخل البارزاني و أمته في وسيع الرفعة و الشموخ.
ان حزبكم الذي لا زال بعين همة قائده يواصل العمل في طريق مكتسبات الشعب، يطوي الأرض و يسابق النهار و الليل حتى لا ترجع امتنا إلى ما كانت عليه زمن سيطرة أعداء الحرية على مقاديرها لتصهرها في مشاريعها العبثية التي لا تجلب الا الخسران.
حزب الايثار
ان حزبكم حزب الكفاح و النضال والجهاد، حزب خنادق الصبر و الذود و الإيثار و الانتصارات، لا زال ويبقى بكم حزب المنجزات و التقدم والازدهار، يعتز بكل جهد قدمه رجاله و نسوته و شبابه و شيوخه و أطفاله من الذين جمعتهم المسيرة العظمى على امتداد عمره و عمر حركات نضالنا وقت وعى اجدادنا قديما معنى التحرر و هبوا اليه.
ان شعبنا الصادق الأصيل الذي أثخنته جراح المعارك و آلمته سياسات اللاهثين لعروشهم الخاوية، شعب عّلم الدنيا بأسرها دروس الإصرار و الأقدام و النجاح. انه شعب لم تقيد ارادته عمليات الأنفال و لم يخنق انفاسه السلاح الكيمياوي، و لم تحز رقبته مشانق الجلادين و لا نضب دمه في زنازين التعذيب و لا ذاب معدنه القومي في مصاهر رعونة مغتصبي ارضه و حياته.
أي معجزة نضال ادل من امتنا و من زعامتها التي اختارت الرئيس مسعود البارزاني ليكمل درب ابيه و المناضلين معه الذين يفوح منهم طهر نهر ئاراس و تنطوي نفوسهم على وهج ينير الدروب متى حل ظلام.
الرفيقات و الرفاق، الأخوات و الأخوة، إن كل مسيرة التاريخ النضالي الكردي تعتز بروح النضال و في تلك الروح ينبض حزبكم حياة متجددة، حياة قطافها الكرامة و الازدهار، على ارض جرى إحراقها على امتداد المواجهة بين الخير و الشر.
ان حزبكم الديمقراطي الكردستاني أيتها الأجيال التي ضحت لم يخيب آمالكم ولن يخيبها، فقد أزاح كابوس الشوفينية بعد ان نازله بجولات شرف كبرى كتبها التاريخ بأعتزاز.
حزبكم بعد سبعة عقود و ست سنوات له الجهد و الإرث الأكبر دفاعا وضحايا و له الهدف الأسمى والأسس الأعمق و اعلى البنى، و ان جمهور حزبكم لينتشر بأتساع الأرض بين كردستان و بين مهاجر عدة كانت وتبقى تحمل تفرد هذا الشعب معدنا نباهي به الاخرين.
ان حزبكم الديمقراطي الكردستاني، أيها الجيل الذي سيواصل الدرب، هو حزب مناضليكم اباء و امهات وأجدادا، حزب الثورات و الانتفاضات و الوثبات، فتسلحوا بنفوس أسلافكم الذين قارعوا القوى الكبرى لتشرق عليكم شمس اليوم وأنتم سادة انفسكم و لكي تورثوا جيلا بعدكم ما حزتموه من عزة.
إن حزبكم المناضل لم يبق شاغلة في مجتمعنا الا و عمل لتلبيتها، فأنتم أيها الرفاق عينه و لسانه و يده وحُماته، عملنا و نعمل لأسمى الأهداف و افضل المنجزات بكم، في القرى و المدن، في الحقول والجامعات، وفي سوح العمل على تنوعها.
لقد اثمر نضال حزبكم بزعامته التي لا تدانى، مصطفى البارزاني الخالد، والرئيس مسعود البارزاني (مد الله له العمر) أسفار فوز جبرت الضرر والحيف العظيمين اللذين أحاطا بأمتنا كالقيد بالمعصم، فكان ان كسرتم بهمتكم و همة قيادتكم أغلال تكاد لا تُقد.
لقد صنعتم ايتها الرفيقات و الرفاق مضامين مؤصلة و ظاهرا عزيزا من أبهى صورة الحياة و استمرارها، فلقد صارت حقولنا التي زرعها الطغاة الغاما تطرح بهمة فلاحينا خيرا نعمل عبر التشريعات و الحكومة ان يكثر، وان تكون حياة فلاحينا على أتم ما تكون.لقد جعلتم مدننا معاصرة لا يعكر صفوها ما يضر السلم الاجتماعي، فلقد رسختم قيم مجتمعنا و مبادئ امتنا و منهاج حزبنا في قبول الآخر ورفض التعصب.ان نظرة متعمقة منصفة إلى عمر حزبكم من  1946 و إلى يومه هذا، كفيلة ان تكشف بلا مواربة انه حزب وأكبر من حزب، هو أمة ذائبة في جسم أمته القومية الكبرى ووطنيته أين كان للوطنية مكان، فأن انحرفت الوطنية فهو من يعمل مع الخيرين لتصويب مسارها.

لقد عملنا في ثورتي أيلول الكبرى وگولان التقدمية و في مفصل العمل المعارض المشترك على كل خطوة على الأرض و بكل صوت و لغة لخدمة تحقيق أهداف تليق بشعبنا وبأوطان صار سياسيا منها دون مساس بالقومية التي خلقنا الله عليها لكن بلا شائبة إقصاء او ادانة تقليد لجلاد.
لقد علمنا البارزاني الخالد ما مكننا من التغلب على كل الصعاب و الإرادات و التوجهات التي ارادت الحؤول دون الوصول إلى حقوقنا التي منحها الله لنا و إباحتها القوانين السليمة.
ان لكم ايتها الرفيقات و الرفاق ان تعتزوا بتاريخ حزبكم الذي عرف الحق فعرف الآخرون مكانه، حزب جماهيري لا يجامل و لا يساوم و لا يتأخر بالتضحية و لا يؤخذ بدعاية الأعداء، مجابها قويا أصيلا لا يغامر و يقود و لا ينقاد.
ان اهلنا في كردستان الغالية يذكرون عالي همم ابناء حزبكم الذي صارع المستحيل حتى تتعافى الأمة من ويلات الأنظمة السابقة و جاس خلال دروب قاسية في واقع إقليمي و دولي صعبين ليرفع رايات لها أسس، أسس بنى تحتية و استثمار في الانسان الذي هو رصيد مضمون للازدهار.
لقد كان حزبنا و يبقى مؤثرا مصلحة أمته على كل مصلحة، وكان مع شعبنا انموذجا واحداً للمطاولة و السير للأمام، مضحيا دوما بمكتسبات حزبية قد يسلكها غيرنا لهثا لنيلها تحت لافتات غير حقيقية.
ابناء شعبنا الكريم، لقد قدم حزبكم وعبر حكومة اقليم كردستان منجزات كبرى اولها تقديم فكر الشراكة الحقيقة في اتخاذ القرار التنفيذي، وليس آخرها العمل المثابر الجاد الواعي لحاجات الفرد الكردستاني، امنا و عيشا و عملا.كانت رئاسة حكومة اقليم كردستان التي تولاها السيد نيچيرڤان البارزاني قد أرست قواعد عمل ارتفعت متحققاتها برؤيته و معاضدة فريقه الوزاري لتتحرك بكل الاتجاهات داخليا وخارجيا لتعود بالنفع على حياة شعب اقليم كردستان، في القرى والمدن والقصبات مستخدما كل طاقته ومستحدثا كل الوسائل التي تسرع بتقديم حاجات مواطنينا.
ثقة الاهل
لقد اتسعت و انتظمت الخدمات التعليمية و الطبية و القانونية والثقافية و ازدادت و ترسخت العلاقات مع المجتمع الدولي حكومات و هيئات و مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وتمكنت الحكومات التي شكلها السيد نيچيرڤان البارزاني من مراكمة خبرات اداء أزاحت النظرة المستعلية و المهملة للحكومات السابقة التي تحكمت بحياة الفرد الكردستاني قبل 2003.
لقد نالت حكومة كردستان ثقة اهلنا و إعجاب المجتمع الدولي لما أنجزته من نهضة على ركام سنوات الديكتاتورية، ولقد احتفظ سيادته بدوره الكبير المساند للمواطن  والشرعية و تعزيز العلاقة بين الهيئات التشريعية و القضائية والتنفيذية و السياسية من خلال موقعه رئيسا لأقليم كردستان.ان السيد مسرور البارزاني إذا انطلق من خلال خبرته الريادية رئيسا للحكومة التي يتشرف حزبنا بأداء واجبه التنفيذي فيها من خلال رئيسها، فقد احرز اكبر النجاحات على كل صعد العمل، بخاصة ان تسنم دوره في مرحلة تحديات داخلية و إقليمية و دولية كبرى، ما تطلب من بذل مجهود ضخم للحفاظ على استقرار كردستان ومتابعة كل القضايا التي تتصل بحياة شعبنا الذي جهدت حكوماتنا و حزبنا لسنوات لدرء المخاطر عنه و عن أسباب عيشه.يؤدي السيد مسرور البارزاني دورا قياديا أثيراً في الترقي بالمنجزات و التأسيس لمراحل مقبلة تواكب العصر و احتياجاته بتخطيط واقعي بالغ الدقة.
ايتها الرفيقات و الرفاق
ان حزبكم الديمقراطي الكردستاني وهو يستعد لفصل جديد من عمره التنظيمي بالاستعداد للتوجه لمؤتمره الرابع عشر مصمم على استمرار المسيرة التي دأبت ان تنسجم مع المستجدات بعمق و واقعية رؤى قائده ورفاقه من الرعيل الأول من قيادات الحزب بحنكتهم و تجاربهم، ومتفائل بروح التجديد حيث دام الحزب واستدامت نضالاته إلى ما تحقق اليوم و إلى ما سيتحقق غدا.
اننا اذ نستذكر الشهداء العالقة ذكراهم العطرة في وجداننا، و نتمعن بالطريق الوعر الطويل الذي سلكناه من اجل امتنا، فأننا لنزداد ثقة و ايمانا بقضيتنا و حث الخطى لمواصلة الدرب.بكم و بحزبهم صارت كردستان ملاذا امنا لكل باحث عن بيئة يسودها القانون و الاحترام و الإنسانية والتنوع، وإقليما له ثقله الدبلوماسي و السياسي و الشعبي.
بكم و بحزبكم و قيادته و ممثليه في البرلمانين الكردستاني و العراقي وسلطات القضاء و الحكومتين الاتحادية و الإقليم نعمل أقصى المكن و نتحاور بخبرتنا لنوضح للشركاء انجع الحلول و اسلك السبل لتجاوز الأزمات و للوفاء بالملموس لشعارتنا التي رفعناها بثقة لعراق ديمقراطي اتحادي في الواقع لا في حبر الدستور.

ان حزبكم الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده الرئيس مسعود البارزاني، يجدد عهده للامة ولشعوب العراق انه سيبقى كما كان دوما نبراسا على درب الإنسانية والعدالة و المواكبة، محافظا على منجزات أمته طامحا ساعيا بها للأفضل، وان حلفاءه و أصدقاءه يبادلونه عين الثقة التي يعاملهم بها ويعملون بتنسيق للحفاظ على كردستان و العراق، مؤمنين بالحوار وتكافؤ الأدوار، لا تثنيهم التصريحات و الأفعال المتشنجة عن إكمال مسيرتهم النضالية.لتبقى كردستان عامرة مزدهرة بتظافر جهودكم، شعبا و پرلمانا و حكومة، يتلقون دعمكم الواعي، وتبقى كوار حزبكم المناضل مثالا للتضحية و العمل، وفاء منها لامتهم و قيادتهم، وأدركا منها لمعاني الحياة التي دفع أثمان عودتها مئات الألوف من الضحايا.المجد للبارزاني مصطفى و إدريس البارزاني ولشهدائنا و شهداء الحرية.مباركة لكم و لأمتنا و لذوي شهدائنا ذكرى تأسيس حزبكم الديمقراطي الكردستاني.عاشت كردستان بسلام وديمقراطية و تعايش.