الأثنين, 20 يونيو 2022 3:27 م

جعفر الونان

خدعنا معلم التاريخ في الابتدائية الذي كان يقول دائماً إن العراقَ زعيمُ العالم ،فالزعامة ليست بـ” البطولات الوهمية” وبـ” أغاني tik tok” ولا بـ” الهوبزة” ولا بـ”حروب غير ضرورية” ولا بـ” خصومات كارتونية”

الزعامة في العالم الجديد تبدأ بالتنمية والتخطيط، وتمر بالاقتصاد والتشغيل، وتصل للصناعة والزراعة، وتقترب من ” الاستثمار النافع” وتنتهي بـ”هوية الاقتصاد”.

غابَ عن طيفٍ واسعٍ من الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد الانشغال بـ” الاقتصاد”، وغاب معه التفكير -يكاد يكون تماماً -عن الأجيال الشابة القادمة.

جزءٌ كبيرٌ من صُناع القرار هم “كُسالى” ومخدرون بالتاريخ الوهمي، يظنون أن أعذارهم المُغلفة بخجل على أخطائهم سترحم ذكرهم ويعملون بقصر نظر وغالباً لايتعدى عملهم طموح صناديق الاقتراع، الدولة أوسع وأكبر من الانتخابات وصناديقها.

الأسئلة الخانقة التي ستلاحق الطبقة الحاكمة لماذا أهدرتم الوقت والمال والبشر؟، ولماذا افرغتم البلد من كفاءاته؟، ولماذا فضلتهم اقتصاديات أحزابكم على رفاهية جماهيركم؟
لماذا انشغلتم في خلافات هوائية وتركتكم المستقبل؟ لماذا سمحتم لأنفسكم أن يقارنكم الجيل الجديد بالنظام الذي قبلكم؟

في حين كان يمكن أن تحول الطبقة الحاكمة المناطق التي لم يصلها العنف الطائفي لتجارب ناجحة تُضرب بها الأمثال وتُقاس بدلاً من تحويل البلاد لـ” دكان خاسر” يبيع النفط ويعطي رواتب من دون جدوى نافعة.

قتل الله الغرور إذا أصاب صانعَ القرار، فيجعله منفصلاً عن المجتمع واحتياجاته وتطلعاته ورفاهيته وتطويره، ويكون أسيراً لأفكارٍ توصلها الحاشية وأذرعها له!.

صناعة الدولة الجديدة تبدأ من إعادة النظر بالثوابت القديمة المتعثرة، فالوقت ضيق محبوس، وإذا أراد صُناع القرار اسعاف أنفسهم وتاريخهم ،فلينشغلوا ببناء المدارس و الجامعات، والمستشفيات و مدن جديدة ، وتشييد طرق وجسور وأنفاق جديدة ، وزراعة الصحراء، وبناء السدود ومواقع ترفيهية كبرى، وتطوير السياحة والصناعة، وتعظيم واردات غير النفط ، وكل ذلك يكون شريكاً مع ” الاستثمار النافع” لا “الاستثمارات الوهمية المنتشرة الآن” وليتذكروا دائماً أن التاريخ والناس لايرحمان الفاشلين!