الأربعاء, 13 أكتوبر 2021 10:47 ص

في إنتخابات عام 2018 فاز مرشح مستقل لم ينفق درهم واحد على حملته الإنتخابية. محمد علي زيني كان مفاجأة 2018 التي شهدت أكبرعملية تزوير. صحيح أن الرجل إختفى نهائيا بعد أن قدر له أن يترأس بعض جلسات البرلمان بوصفه الأكبر سنا قبل تشكيل الرئاسة, لكنه في النهاية فاز على عناد كل أصحاب الملايين المملينة التي أنفقوها ولم يحالفهم الحظ بالفوز. في هذه الإنتخابات كان الصدريون هم الأقل إنفاقا للأموال في حملتهم الإعلامية. كل الذي قالوه منذ البداية الى ماقبل إعلان النتائج بخمس دقائق إنهم سيحصدون بين 85 الى 100 مقعد. إستمروا على هذه المقولة فقط لم يتراجعوا ولم تتغير لا قناعاتهم ولامعطياتهم عندما إشتدت الحملة المضادة عليهم.
في مقابل إصرار الصدريين على مقولة واحدة “جابت” نتيجة في النهاية, فإن هناك مرشحين لايملكون من دثار الدنيا ونعمها الزائلة سوى المزيد من الأموال. ولأن العمل السياسي بالنسبة لهم مجرد عمل تجاري فإنهم أنفقوا أموال قارون وهارون والمأمون وإحتمال النجاشي لكي يفوزوا بمقعد في البرلمان. في النهاية حين ظهرت النتائج لم يفز على حد علمي أي أحد منهم. هؤلاء بقيت “بس صورهم” المنتشرة في كل الشوارع والساحات والأزقة وبطريقة بدت أحيانا مستفزة لمشاعر الناس. فهم تفوقوا حتى على زعامات البلد التقليدية الذين يملكون مواقع ومناصب وحضورا جماهيريا. صورهم هي الأكبر والأكثر عددا وتنوعا. مرة بلحية, مرة بدون لحية. مرة بسكسوكة. مرة بدون سكسوكة. مرة بعقال مرة أفندي.مرة ببدلة آخر موديل مرة بدشداشة. مرة بقميص بكم ومرة بنص كم ومرة بكم ونص.
المفارقة اللافتة إن هؤلاء لمجرد إنهم يملكون الأموال بدأوا يستنسخون نفس شعارات “الفكرية” من الفقر لا الفكر, ومشاريع المجادي والمساكين والحالمين بالتغيير على الطريقة الجيفارية وأحيانا التروتسكية وإذا أرادوا التنازل قليلا فإنهم يطرحون مشاريعهم الهادفة للتغيير والإصلاح وبناء الدولة على الطريقة الغرامشية. أي بدلا من المثقف العضوي الذي طرحه غرامشي هم يطرحون في شعاراتهم وبرامجهم بل حتى في عزائمهم التي أدت الى حصول أزمة في الثروة الحيوانية في نيوزيلندا وليس بالعراق فقط شعار “المليونير العضوي”.
لا أقول أن قسما منهم لايستحقون الفوز, مثلما أن هناك الكثيرين من كبار المرشحين في هذه الإنتخابات لايستحقون الخسارة. لكن هذا الذي يحصل دائما في كل إنتخابات في كل الدنيا. لكن وطبقا لقراءتي غير المتواضعة مثلما فات على كبار المرشحين ومنهم سياسيون كبار أن القانون الجديد غدار مثل “ولف” أحمد الخليل الذي كل جريرته إنه “يضع كوم حجار بباب الدار” فإن المليونير العضوي فاته كذلك أن هذا القانون “ماعنده يمه إرحميني”. الفوز في هذا القانون لايتم إستنادا الى مجرد قناعات الزعامة التقليدية لأنها غدارة أحيانا, كما إنه لا يستند الى كمية الطليان والمفطح والقوزي والتشريب وسلال الفواكه والحلويات.
مقالي في جريدة “الزوراء” اليوم الاربعاء

حمزة مصطفى