الجمعة, 24 سبتمبر 2021 8:47 م

متابعة/ المركز الخبري الوطني
 
سلطت مجلة “إيكونوميست” الضوء على اللقاح الهندي “زيكوف-دي” وهو أول لقاح يعتمد على تقنية “الحمض النووي” وقد حصل على موافقة السلطات المختصة للاستخدام الطارئ في مواجهة فيروس كورونا.

وقالت شركة “زايدوس كاديلا” التي طورت اللقاح إنها تخطّط لإنتاج 120 مليون جرعة منه سنوياً.

توضح المجلة أنّ اللقاحات التقليدية تعمل من خلال تحويل الفيروس ضدّ نفسه. إن فيروساً تم تعطيله أو إضعافه بشكل بارز يُحقن في الجسم فيدرّب جهاز المناعة على التحرّك بسرعة ضدّ الفيروس الحيّ لو هاجمه. لكنّ تطوير كمّيات كبيرة من أيّ فيروس وإضعافه أو انتزاع أجزاء منه يمكن أن يكون عملاً شاقّاً خصوصاً إذا استمرّ بالتحوّر.

بدءاً من أواخر القرن العشرين، حاول العلماء تطوير طريقة أبسط لتعليم الجسم على محاربة المرض. أدّى ذلك إلى بروز جيل جديد من التمنيع: اللقاحات الجينية. غالبية هذه اللقاحات التي تُستخدم ضدّ كوفيد-19 مثل تلك المطوّرة من قبل “فايزر” و”مودرنا” تعمل بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) وهي جزيء يحمل تعليمات كيفية صنع بروتين من الحمض النووي للخلية في النواة الجزئية إلى المصانع الجزيئية.

أمّا لقاحات “الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأوكسيجين” (الحمض النووي اختصاراً) (DNA) فهي تبدأ بخطوة واحدة إلى الوراء وفقاً للمجلة. يشرع العلماء بالعثور على الحمض النووي الذي سيطوّر بروتين النتوء الشوكي، أي الجزء من الفيروس الذي يساعده على الارتباط بمضيفه، ويحمله إلى الخلية، ثم يتم نسخ الحمض النووي إلى حمض نووي ريبوزي مرسال الذي يعطي التعليمات للخلية كي تصنع البروتين الفيروسي المستهدف.

إن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال والحمض النووي تتمتع بسجل صلب من السلامة وبأكلاف إنتاجية أقل بكثير من اللقاحات التقليدية. ويمكن تكييفها بسهولة للتعامل مع متحورات الفيروس، لكن للقاحات الحمض النووي ميزة على نظيراتها “المرسالية”. إنها تناسب أكثر عمليات النقل والتخزين مما يجعلها أسهل على التوزيع في الدول الفقيرة ذات البنى التحتية الضعيفة.

يخزن لقاح “زايكوف-دي” بين درجتين إلى ثماني درجات لكنه أظهر استقراراً جيداً عند حرارة 25 درجة مئوية لما لا يقل عن ثلاثة أشهر. بينما يتم تخزين “فايزر” ضمن حرارة مئوية تبلغ ناقص ثمانين درجة.

وأظهرت تجارب موقّتة من المرحلة الثالثة للتجارب السريرية في الهند أن “زيكوف-دي” كان فعالاً بنسبة 66 بالمئة في منع تطوير الأعراض الناجمة عن الإصابة بالفيروس، هذه النسبة أدنى من لقاحات أخرى ضدّ كوفيد-19 مثل “فايزر” حين تم اختبارها ضدّ متحوّر دلتا لكنها لا تزال تقدّم حماية مفيدة.

وبشكل عام، ستشكّل اللقاحات الجينية علاجاً محتملاً لأمراض أخرى مثل السرطان، وفي مرحلة قريبة ضدّ فيروس نقص المناعة المكتسب.