الثلاثاء, 13 يوليو 2021 9:24 م

حمزة مصطفى
لم يكن الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى جواب منا نحن البشر حين قال ” واذا الموؤدة سئلت. باي ذنب قتلت”. ” أم الخرسان” التي قضت في حريق مستشفى الإمام الحسين بالناصرية لا تحتاج هي الأخرى الى جواب منا عن سبب مقتلها حيث تعمل ماسحة لارض المستشفى الخربة لكي تعيل أطفالها الخرسان. هي تعرف كل الأسئلة وكل الأجوبة. والأهم انها تعرف متى تموت وكيف تموت ومن يكفنها اذا بقي من جسدها شي يصلح لقبر في بلاد أدمنت المقابر جماعية وفردية. ماتت أم الخرسان وبقي الخرسان ينطقون بكل لغات الأرض. ليس مهما كيف ماتت حرقا أم حرقة؟ خنقا أم اختناقا؟ لوعة أم حسرة. الموت كما يقول الشعراء واحد وان تعددت أسبابه. لا تنطبق هذه القاعدة على ” أم الخرسان”. أم الخرسان فوق القواعد والاحتمالات. ماتت مرتين. مرة في الحياة ومرة في الموت. كانت تموت حيث لا تجيد سوى مهمة مسح الأرض لكي يعيش الخرسان. واليوم عادت للحياة بعد أن رفعت شهيدة من أجل يحيا الخرسان بارثها الوحيد الذي تركته لهم وهو قرار الدولة عدها شهيدة واكيد سعيدة لان الخرسان من بعد موتها سيعيشون على راتب شهري ياتيهم نهاية كل شهر بالكي كارد أو الماستر كارد أو أي كارد. سيسمن الخرسان لان الطعام سيكون وفيرا، والماء صالحا للشرب. لكنهم سيتساءلون عن غياب الام التي كانت صرتها المليئة بما يتبقى من صمون جاف بمبنى السندويج بنل تعادل صورتها وهي تبتسم لهم مع كل .. اه. أو ونة. غابت صورتها وشيلتها وحنانها الجارف وصوتها الذي يحمل كل اللوعات. سيبقى شبحها يحوم حول الخرسان ناطقا بلغة بابجدية جديدة لا حروف لها قابلة للنصب أو للجر أو للكسر. لكنها تعادل كل الابجديات. صمت الخرسان الابدي يستحيل إلى صرخة مدوية تعيد طرح كل الأسئلة ولا جواب. اعطوني جوابا لسؤال القرآن عن الموؤدة اعطيكم جوابا عن سؤال الخرسان عن الشهيدة.
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبد الالم
لك الحمد أن الرزايا عطاء
وان المصيبات بعض الكرم