الخميس, 24 يونيو 2021 1:27 م

متابعة / المركز الخبري الوطني

دماغ الجائحة”، هي ظاهرة الضرر النفسي وتأثيره على الدماغ البشري، خلال ‏جائحة فيروس كورونا، وهو أمر يعاني منه ‏معظمنا، بدرجات متفاوتة‎.‎

وناقش مقال لصحيفة “الغارديان”، ظاهرة “دماغ الجائحة”، التي أثرت بنا جميعا، ‏وأفقدتنا طاقتنا العقلية، واحتمالية إعادة الدماغ ‏لعمله الدقيق مجددا‎.‎

ويقول مايك ياسا، مدير مركز “إرفين” للبيولوجيا العصبية للتعلم والذاكرة: ‏‏”سيستغرق الأمر بعض الوقت للتعافي منه‏‎”.‎

وأضاف “التدهور العقلي الخفي والمحبط، الذي تكبده الكثير منا على مدار ‏فترة‎ ‎الجائحة، أو كما أصبحت هذه الظاهرة تُعرف ‏باسم دماغ الجائحة‎”.‎

ومن المعروف الآن أن الضغط النفسي والقلق يمكن أن يكون خطيرا على صحتنا ‏الجسدية، خاصة عند تجربته لفترة طويلة من ‏الزمن‎.‎

ويزيد التعرض المطول للكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي في الجسم، من ‏خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات ‏النوم وحتى اضطرابات المزاج مثل ‏القلق والاكتئاب‎”.‎

وأكدت الصحيفة أن الإدراك يتأثر أيضا. فقد تم ربط الإجهاد المزمن، علميا، بقتل ‏خلايا‎ ‎الدماغ، وحتى تقليص حجم قشرة الفص ‏الجبهي، وهو جزء من دماغك ‏المسؤول عن الذاكرة والتركيز والتعلم‎.‎

وفي الأسابيع والأشهر الأولى للإغلاقات بسبب‎ ‎كورونا، بدأ الناس يلاحظون عدم ‏القدرة المفاجئة على التركيز وتذكر الأشياء ‏ومتابعة المهام‎.‎

وأكد ياسا أن الوباء لم يكن مجرد حدث مرهق. لقد كانت مجموعة من العديد من ‏الضغوطات المتزامنة، بعضها يهدد الحياة، ‏والتي تفاقمت بسبب الاضطرابات في ‏نشاطنا البدني، والإيقاعات اليومية، والروتين، وتمتد على مدى عدة أشهر‎.‎

ولكن ياسا يؤكد أننا “على طريق التعافي”، على الرغم من أن ذلك لن يحدث على ‏الفور‎.‎

وتعمل باربرا ساهاكيان، أستاذة علم النفس العصبي السريري بجامعة كامبريدج، ‏بالشراكة مع باحثي جامعة فودان، لتقييم آثار ‏العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة ‏على أدمغة الناس أثناء الوباء. وتقول إن التأثيرات، عبر مناطق متعددة من ‏الدماغ.. ‏‏”عميقة‏‎”.‎

وتقول ساهاكيان: “لقد رأينا تغيرات في الحجم في مناطق الدماغ الصدغية لدى ‏الأشخاص الذين انعزلوا اجتماعيا”. وهذا التأثير ‏مضر بشكل خطير في العمليات ‏التي نعتمد عليها للتفاعل مع الآخرين ومع العالم من حولنا‎.‎