الخميس, 25 أبريل 2019 9:26 ص
بغداد:المركز الخبري الوطني
روى نجل الجندي الذي اعادت جثته السيول الايرانية الى البلاد تفاصيل التعرف على والده، موضحا ان والدته بقيت طيلة تلك السنوات تنتظر عودته.
وقال ابن عم الجندي العراقي محمد حبيب لـ العربية نت، إن “جثة عبد الأمير جبار عباس الجادري ظهرت في منطقة العمارة مقابل الحدود بين العراق وإيران بعد أن قذفتها السيول والأمطار الكثيرة التي سقطت على إيران”.
وأضاف أن “الجثة كانت كاملة بملابسها، ومعها قرص عسكري وساعته وقلم وفي داخل القرص اسمه عبدالأمير جبار عباس الجادري من ناحية الفجر”.
وتابع “اتصل بنا أقاربنا من العمارة وقالوا لنا (هل يوجد لديكم شخص بهذا الاسم فقلنا لهم هذا ابننا)، وذهبنا إلى العمارة وتم إبلاغ مركز شرطة المشرح، ثم جلبنا الرفات إلى المركز الذي حولها إلى المحكمة الجنائية، التي بدورها طلبت منا شهادة وفاة والديه وحضور زوجته إلى الطب العدلي وتم تحويل الأوراق إلى بغداد لفحص DNA”، لافتا الى ان “الرفات كانت عبارة عن هيكل عظمي داخل ملابسه دون تحلل العظام أو فقدانها”.
واوضح “وجدنا قلمه الخاص وعملة نقدية وقرصا عسكريا وبعض الشعر الذي فحص في المختبر للتعرف على الدي أن إي”، مضيفا ان “العائلة أقامت عزاء كبيرا وتشييعا مهيبا للرفات، لا سيما أن هذا الحدث قلب المواجع، وأعاد ذكريات مؤلمة، لا سيما تلك اللحظات التي خرج منها من المنزل ذاهبا إلى الحرب”.
وبين حبيب “أتذكر كيف كان يحمل ابنه حيدر ويطلقه في الهواء قبل أن يخرج إلى خدمته على الجبهات”، لافتا الى انه “كان دوماً يوصيهم بابنه قائلاً ابني أمانة في أعناقكم إذا قتلت أو أسرت”.
واشار الى ان “ابن عمي من مواليد 1952 وفقد في الـ30 من شباط عام 1982″، موضحا ان “ابن عمه الثاني أيضا كان معه في الهجوم الذي حصل على منطقة ديزفول الإيرانية لكنه جرح فقط في المعركة وعاد، في حين فقد عبد الأمير”.
وختم مؤكداً أن “العائلة لم تيأس من عودته طوال تلك السنوات”.
من جانبه، قال حيدر عبدالأمير ابن الجندي العراقي إنه “يشعر بمزيج من الفرح والحزن بعد العثور على رفات والده بعد كل تلك السنين”، معربا عن اسفه المرير لعيشه كل تلك السنوات دون والد.
وأكد حيدر أن “والده وبحسب ما قيل له كان من ضمن المهمات الخاصة الموكلة باقتحام مدينة ديزفول، ونتيجة لالتفاف الإيرانيين عليهم فقد”، مختتما حديثه بالقول “والدتي بقيت طيلة تلك السنوات تنتظر عودته، دون أن تفقد الأمل”.