الأحد, 7 مارس 2021 6:02 م

سلط رجل الدين مضر الحلو، اليوم الأحد، الضوء على رسالة “التسامح والانفتاح” التي أوصلتها النجف الى العالم، عبر استقبال بابا الفاتيكان من قبل المرجع الديني الاعلى علي السيستاني، مؤكدا أن اللقاء كسر صورة “الجمود الفكري والثقافي” التي يتصورها البعض عن المدينة.

وقال الحلو في تصريح الى “المركز الخبري الوطني”، إن “النجف أرادت أن تكسر الصورة النمطية التي عنها في العالم، التي احيانا تكون صورة بعيدة عن الحقيقة، أرادت أن تثبت هذه هي النجف، بانفتاحها وايمانها العميق بالتسامح وقبول الآخر والاعتراف بحق الاختلاف”.

واضاف ان “النجف أوصلت رسالتها، المتمثلة بإيمانها العميق بالتسامح والتعايش السلمي، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي، أو بطريقة استقبال البابا، وحتى على الصعيد الديني والفكري”، مبينا انه “قد لفت نظري كثيرا ما أظهره البابا من إنصات لصوت المرجع الاعلى”.

وأوضح “اعتدنا ان البابا يسمع منه ويصمت الجميع أمامه، لكنه في مقام المرجعية صمت ليستمع للمرجع ويقرأ ملامحه، وكل جزئية في المكان والزقاق البسيط والبيت المتواضع الذي دخله”، مضيفا “هذه هي رسالة النجف، وأنها ليست كما يتصور البعض انها راعية للإرهاب والجمود الفكري والثقافي”.

واشار الى ان “المرجع أراد أن يوصل رسالة للعالم، ان النجف تفتح ذراعيها لكل داعية سلام ومحبة، وخصوصا هي التي نشأت على تراث إمام المحبة والانسانية الإمام علي بن ابي طالب”.

ويوم أمس السبت، التقى بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس بالمرجع الديني الاعلى علي السيستاني في منزله بالنجف، في لقاء استمر 45 دقيقة، وعد من أهم اللقاءات على مستوى الديانات في العالم، كونه جمع قطبي الديانة المسيحية والاسلامية.

وبحسب بيان مكتب السيستاني الذي صدر يوم أمس، حول اللقاء فإن “الحديث دار حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها”.

وتضمن البيان ايضا، أن السيستاني “تحدث عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.

بالمقابل، فقد نشر الفاتيكان بيانا ايضا حول اللقاء، مؤكدا ان “بابا الفاتيكان أكد خلال اللقاء على أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية حتى نتمكن، من خلال تنمية الاحترام المتبادل والحوار، من المساهمة في خير العراق والمنطقة للبشرية جمعاء”.

وذكر بيان الفاتيكان أن اللقاء “كان فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعا عن الأضعف والأكثر اضطهادا، مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي”.