الأحد, 7 مارس 2021 4:09 م

تحدث مستشار رئيس الجمهورية شيروان الوائلي، عن تفاصيل زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق، والرسائل الانسانية التي حملتها الى الشعب العراقي، كما كشف عن تحرك لدعم مدينة اور الاثرية وتسليط الضوء على اهميتها التاريخية الكبيرة.

وقال الوائلي في حديث الى “المركز الخبري” بمشاركة شخصيات سياسية واجتماعية بارزة، إن “زيارة البابا تحمل اهمية كبيرة بالنسبة للوفود التي زارت العراق بعد عام 2003، سيما وان البابا بعد زعيم الطائفة الكاثوليكية، اضافة الى اهمية التوقيت فيما يتعلق بالحروب في المنطقة وتداعيات وباء كورونا”، مشيرا الى ان “الاستعدادات لهذه الزيارة بدأت منذ نحو 6 اشهر من قبل رئاستي الجمهورية والوزراء، فضلا عن الاستعدادات لزيارة المحافظات، حيث بذل رئيس الجمهورية جهدا كبيرا لانجاح الزيارة”.

“لا للعنف…”

الوائلي اوضح، ان “الطابع الديني طغى على الزيارة خصوصا في لقاء المرجعية، حيث شغلت الزيارة اهمية بالنسبة لوسائل الاعلام التي تابعتها عن طريق 33 وسيلة اعلامية، كما نجح العراق بضبط الاستعدادات البروتوكولية الخاصة بالزيارة”، مبينا ان “زيارة البابا حملت رسالة اخرى مهمة تتمثل بلقائه مع المرجع السيد السيستاني، والتي حملت جانب انساني دافع عن حقوق الانسان، سيما وان رسالة المرجعية حملت اللاءات الاربعة وهي، لا للحرب، لا للعنف، لا للحصار، واخيرا لا للتطبيع، ولم تتكلم عن الشيعة فقط، بل تكلمت عن الانسان، وحقوقه وعدم تصنيفه بدرجات”.

الرسالة الثالثة بحسب الوائلي كانت من اور، حيث بين ان “زيارة البابا الى بيت النبي ابراهيم حملت معاني مهمة، على اعتبار ان الايمان يجمعنا معا، وان الارهاب يستغل الدين، وان اخوتنا تدفعنا للعيش بانسانية، كما اكد البابا ان طريق الحج يبدأ من اور مسقط رأس ابراهيم، واننا سنبعد جائحة كورونا بتعاوننا، واننا يجب ان نمنح الانسانية قيمة اكبر”، منوها الى “التلاوة التي القيت من الانجيل والقرأن، وحصور الوفود الدينية التابعة للدينات الابراهيمية، فضلا عن القداس الذي قدمه في عدد من كنائس بغداد، وهي تحمل جميعها رسائل معبرة عكست نجاح هذه الزيارة من خلال الهاشتاكات على وسائل التواصل الاجتماعي للاهتمام بالعراق لما يمتلكه من ارث حضاري كبير، اضافة الى كلمة المرجع السيستاني التي اشارت الى الحيف الذي وقع على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة واضطهادها”.

“استذكار ارث النبي ابراهيم”

واكد مستشار رئيس الجمهورية، ان “لقاء البابا مع المرجع السيستاني حملت اهمية كبيرة من الناحية المعنوية، حيث تم التحرك في الناصرية وتشكيل لجنة ستجتمع هذا الاسبوع للتأكيد على احياء اور التي تفتقر الى الامور اللوجستية والتسويق لارثها التأريخي والديني، بالرغم من انضمامها لليونسكو منذ 3 سنوات”، منوها الى ان “الزيارة بكل مخرجاتها حدث عالمي سيؤرخ ويترك اثار كبيرة، سواء لقاءات البابا في بغداد، او لقاء القمة في النجف، او استذكار ارث النبي ابراهيم، وجميعها مخرجات متناسقة ومهمة”.

وتابع قائلاً، ان “وجود السلاح والعنف يهدران حقوق الانسان وهو امر اكد عليه البابا، كما اكد على دعم الشباب وضرب نموذجا لشباب اثنين من البصرة احدهما مسلم والاخر مسيحي مشتركين في مشروع واحد، اما تطوير اور فيجب ان يكون مشروع وطني يلفت انظار العالم الى هذه المدينة وهذا الشخص المهم في تأريخ البشرية الذي سماه البابا بالحج الى مقام ابينا ابراهيم”.

“خريطة عند البابا”

ولفت الوائلي، الى ان “البابا يمتلك خريطة كاملة للاوضاع في العراق، لذلك دعا الى توحيد الاخوة، ونبه رجال الدين في الفاتيكان الى الابتعاد عن السياسية، وهي رسائل الى كل المعنيين في داخل العراق وخارجه ايضاً، ومضمون كلام البابا هو التوحيد ونصرة الانسان وهو شعار رفعه قداسة البابا وسماحة المرجع، حيث ان البابا لم يزور المرجعية على اساس انه مرجع الطائفة الشيعية بل للحديث عن الشعوب المضطهدة وحقوق الانسان كرائد لحقوق الانسان”، منبها الى ان “اللقاء كان بغاية الخصوصية ولم يصدر عنه سوى بيانين صحفيين من الرجلين، تحدثا عن نصرة الشعوب ونبذ السلاح والحصار”.
كما تحدث المسؤول في رئاسة الجمهورية، عن “الرسائل التي حملتها زيارة البابا الى العراق، وهي رسائل دينية وانسانية، اما الاهم فهو ابراز مكانة العراق وقدرته على العودة كدولة مؤثرة تتعايش فيها المكونات وتشكل نسيج المجتمع”، مشيرا الى ان “الزيارة ركزت على لقاء ابناء المكون المسيحيين للاستماع لهم، سيما وان البابا كان سعيدا من استقباله من مختلف شرائح العراق، وهو الامر الذي ترك انطباعا جيدا لديه”.

“اور .. هوية وطنية”

وقال الوائلي ايضاً، ان “اور تشكل هوية وطنية بالنسبة للعراقيين، حيث رعت رئاسة الجمهورية ادراج اور والاهوار ضمن لائحة التراث العالمي، كما تابعت مستلزمات انجاح زيارة بابا الفاتيكان، فيما كشف عن “اتصالات وردت اليه من مختلف الشخصيات في ذي قار حيث سيكون هناك اجتماع يوم الثلاثاء، لمناقشة اليات دعم الجهد الحكومي في تسليط الضوء على ملف اور وذي قار”، مرجحا ان “تكون هناك قرارات على الورق لترجمة نتائج الزيارة سواء على مستوى الاديان او الثقافات ورص الصفوف”.
واضاف بالقول، ان “رسائل البابا مهمة ومؤثرة لكنها ليست ملزمة بالنسبة لدول العالم، وهو الامر نفسه الذي ينطبق على المرجع الاعلى علي السيستاني الذي وجه خطابه للعالم وخص الشعب الفلسطيني بالدعم، وبالتالي فأن خطاب البابا سيؤثر بالدول التي تمتلك حكومات ناضجة وصاحبة قرار”، مبينا ان “العراق دولة مستقلة والبابا وجه رسائل السلام من خلال العراق، سيما وان الفاتيكان دولة ذات قيمة عالية ومؤثرة في العالم”.