الأربعاء, 3 مارس 2021 6:54 م

خاص/ المركز الخبري الوطني
على مقربة من وادٍ منخفض، في أقصى ناحية قزانية قرب الحدود العراقية – الإيرانية يهش شابٌ دون العشرين من العمر، أغنامه في حدود تبينها بواسطة لوحات رُسِمَ عليها جماجم، تحذر من غدير أخضر مفخخ بالألغام والمخلفات الحربية.

الشاب علاء كاظم، يتوكأ على عصى غليظة، ويتحدث عن شقيقه الأكبر الذي قضى قبل أعوام تسعة، بانفجار لغم، أصاب ابن عمه وثلاثة من أقاربه أيضا، لافتا إلى أن “اللغم من مخلفات حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي”.

ويشير في حديثه لـ”المركز الخبري الوطني”، إلى أن “اللوحات التحذيرية من مناطق الألغام تنقذ حياتنا من الموت، فهي بالنسبة لي وأقراني ملاك الرحمة الذي إن غاب ستفتك بنا الألغام لا محالة”.

حجم حقول الألغام على الحدود بين العراق وإيران، ضمن الخارطة الإدارية للناحية كبير، ويصل أعدادها إلى عشرات الآلاف تقريبا، يقول مدير ناحية قزانية (97 كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، ويشر إلى أن “أكثر من 20 انفجار للمخلفات الحربية وقع خلال السنوات الماضية، بعضها انتهت بوفاة الجرحى وبعضها الآخر تسبب بإعاقة دائمة لهم”.

ويضيف الخزاعي، لـ”المركز الخبري الوطني”، إن “هناك إشارات تحذيرية حول حقول الألغام بالإضافة إلى إرشادات قوات الحدود التي تنفذ حملات بهذا الصدد بين فترة وأخرى، وأن أغلب الحوادث تحصل من خلال دخول رعاة صبية صغار إلى عمق الأراضي
الملغومة دون أن يلتزموا بالتحذيرات”.

ولفت إلى أن “ملف حقول الألغام معلق منذ 33 عاما ولم يُحسَم، رغم أن الألغام تلتهم أراضيَ خصبة واسعة على الحدود وتمنع من استغلالها”.

إلى ذلك يؤكد مدير بيئة ديالى عبدالله الشمري، أن “الألغام تنتشر على أكثر من 100 كم على الحدود بين العراق وإيران ضمن خارطة المحافظة وهي تضم كميات كبيرة من الألغام لا يعرف عددها بالضبط ولكن الرقم بالتأكيد هائل”.

ويضيف الشمري، أن “خطورة الالغام تكون اكبر في مواسم السيول، إذا تجرف الأخيرة كميات منها إلى عمق الأراضي الزراعية وتتحول الى كمائن موت للمزارعين”.

فيما يلفت عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عبد الخالق العزاوي إلى أن “حقول الألغام لعنة الحدود التي تضرب الاهالي بين الحين والاخر لتخلق مأساة بسبب فقدان صبية واطفال وشباب واغلبهم م رعاة الاغنام اي فقراء الحدود”.

ويمضي قائلا إن “وزارة الدفاع كان لها برنامج حيوي في رفع الالغام من بعض المناطق الحدودية قبل 2014 إلا أن بروز خطر داعش والعمليات العسكرية دفعت إلى تأجيل إكماله حتى إشعار اخر بانتظار حسم الأوضاع الأمنية”.

وتلتهم الألغام مساحات واسعة من الاراضي الخصبة، وتقلل من نشاط القرى الحدودية خاصة في اطار رعي الاغنام بالإضافة الى انها تمثل خطرا يحدق بأرواح المدنيين جراء انفجار بعضها، بحسب العزاوي، الذي يتوقع أن يكون لهذا الملف حلول في المستقبل، دون أن يحدد موعدا.