الأثنين, 15 أبريل 2019 9:20 م
توصلت دراسة في بريطانيا إلى أن الفقر يؤثر بالسلب على قدرة التلاميذ في التعلم، ظاهرة تزداد سوءا بالبلاد.
وقال الاتحاد الوطني للتعليم في المملكة المتحدة إن التلاميذ الذين يذهبون للمدرسة جوعى، قادمين من منازل مزدحمة بساكنيها ومليئة بالضوضاء لا يتمكنون فيها من الحصول على القسط الكافي من النوم الهادئ، يعانون في سبيل التعلم. وقال أحد المعلمين: “أحاول أن أُعّلم مادتي بينما أقدم إفطارا لبعض التلاميذ”. ويقول وزراء إن العمالة تشهد معدلات مرتفعة، والأجور تتجاوز معدلات التضخم وأعداد مَن يعيشون في فقر “مدقع” في تناقص. لكن شهادات أعضاء الاتحاد الوطني للتعليم تشير إلى أن عدد العائلات التي تنزلق نحو الفقر يتزايد. وتقول ماري باوستد، الأمين العام للاتحاد الوطني للتعليم: “لا تود الحكومة سماع تلك القصص من الخطوط الأمامية للمعلمين، لكن يجب عليهم ذلك؛ لأن عقدا من التقشف أسهم في أن يعيش المزيد من الأطفال في فقر، كما أسهم في الوقت ذاته في تقويض هياكل الدعم الذي كانت تحصل عليه العائلات الفقيرة”. شارك أكثر من 8600 عضو في الاتحاد الوطني للتعليم من أنحاء المملكة المتحدة في دراسة مسحية أجريت على الإنترنت في الفترة بين 20 مارس/آذار والثالث من أبريل/نيسان. وقالت نسبة 91 في المئة من المشاركين إن الفقر كان أحد عوامل الحدّ من قدرة الأطفال على التعلم، ورأى نحو نصف هذه النسبة {49%} أن الفقر عامل رئيسي في تلك المشكلة. وارتفعت هاتان النسبتان بين معلمي المدارس الحكومية إلى 97 في المئة و52 في المئة على الترتيب. وبالإجمال، قال نصف عدد المعلمين المشاركين في الدراسة إن معدلات الفقر بين التلاميذ باتت أسوأ مما كانت عليه عام 2016. وقال أحد المعلمين للباحثين القائمين على الدراسة: “هوّة الفقر اتسعت بشكل واضح؛ ويعيش عدد من تلاميذي في منازل مزدحمة حيث يشاركهم في غرفهم أطفال صغار أو رضّع، ومن ثم لا يحصلون على قسط كاف من النوم الهادئ”. وقال معلم آخر إن الفقر غير مقتصر بالضرورة على العائلات التي لا يعمل عائلها؛ فهناك عائلات يعمل الوالدان فيها في وظائف جادة لكنهما غير قادرين مع ذلك على الوفاء بالمتطلبات الأساسية للحياة. وعلق أحد المعلمين قائلا: “ليس الأطفال الذين لا يعمل آباؤهم هم وحدهم المتأزمين، وإنما ينضم إليهم أحيانا أطفال ممن يعمل آباؤهم في وظائف”. لكن ثلاثة أرباع المعلمين المشاركين في الدراسة يلومون الفقر فيما يتعلق بنوم الأطفال أثناء الدرس، وعدم قدرتهم على التركيز، وكذلك السلوكيات السيئة. وقال نحو نصف عدد المشاركين إن تلاميذهم عانوا جُوعا أو ترديا في الحالة الصحية نتيجة للفقر، وقالت نسبة تزيد على الثلث إن التلاميذ كانوا أحيانا يتعرضون للتنمر لأنهم فقراء. وقال أحد المعلمين: “معظم تلاميذي يأتون المدرسة جوعى وعطشى”. وقال بعض المعلمين للباحثين القائمين على الدراسة إن أيام الأعياد والتأنق في الملبس يمكن أن تمسي مصدر خزي للتلاميذ الفقراء ممن يمتنع بعضهم عن المجيء للمدرسة تفاديا للتعليقات السلبية أو التحديقات. وتوصلت الدراسة إلى أن التلاميذ الأكبر سنا لا يتمكنون أحيانا من دفع ثمن الكتب المدرسية، كما أن تقديم نُسَخ إلكترونية من الكتب لا يكون مجديا في حالة التلاميذ الذين يتعذر عليهم الوصول إلى الإنترنت بسبب ضيق ذات اليد. وقال بعض المدرسين إنهم يشترون من مالهم الخاص وجبات خفيفة أو ملابس داخلية لتلاميذهم، وأحيانا تساهم المدارس بتقديم وجبات إفطار مجانية للتلاميذ. وقال وزير شؤون الطفل في انجلترا، ناظم الزهاوي، إن التصدي لسوء الأحوال المادية كان أحد أولويات الحكومة، مقرا بأن “بعض العائلات تحتاج إلى مساعدة إضافية”.