الثلاثاء, 3 مارس 2020 2:15 م

✍: كريم النوري
في دولة ديمقراطية مثل العراق يصبح ثمن المقال رصاصة كاتم.
في دولة ديمقراطية يصبح الكلام ضريبة باهظة.
في دولة ديمقراطية يصبح الموقف من الفساد والفشل تهمة تلاحق أصحابها بالخطف والقتل.
يواجه اصحاب الكلمة الحرة الاغتيال الرمزي والجسدي.
صدّق بعضنا اكذوبة الديمقراطية وحرية الراي والمعتقد في بلاد راهقت الديمقراطية عبر الدبابات الامريكية.
اي شريعة واي دين يسوّغ قتل الانسان بمجرد الاختلاف معه في الراي والعقيدة والموقف؟ ومن أين تأتي شرعية اغتيال الخصوم اذاً كان المنفذون ينتمون لأي دين حسب ما يدّعون.
بعض الناصحين المخلصين يعنّف أصدقائه معاتباً ومغاضباً لانه غمز او لمز جهة سياسية بانتقاد او تجريح!!!
الصقوا مصالحهم بإطار المذهب والدين ومن يهدد تلك المصالح اصبح يهدد المذهب بحسب أوهامهم بينما الدين والمذهب حرّما الاستحواذ على المال العام واهدار المليارات.
تم اغتيال الكاتب المصري فرج فودة بفتوى الارتداد من الأزهر (الشريف).
فى التحقيق مع القاتل سأله المحقق : ليه قتلت فرج فودة؟ فرد المتهم: اظنه كافر، فسأله المحقق: من اي كتاب من كتبه عرفت إنه كافر؟ فرد القاتل: أنا ماقريتش كتبه . فسأله: إزى ؟ فرد: أنا مابعرفش لا أقرا و لا أكتب.
والمفارقة ان الاديب المصري نجيب محفوظ منح جائزة نوبل بينما تمنحه الجهات الدينية المتطرفة طعنة بسكين انتقامًا من روايته (أولاد حارتنا).
وفي واقعنا العراقي تداخل الدولة مع مصالح الاحزاب المتسلطة كرس مخطط الدعشنة والاستهداف على الفكر والموقف والكلمة.
إن بعض الاحزاب السياسية انخرطت في استراتيجية التيار المتشدد واستسلمت لمخطط “الدعشنة” الذي يتغلغل داخل العقول المتسلطة التي غادرت التدين السلوكي رغم ممارستها الطقوس الشكلية فاستباحت هدر دم من يختلف معها او يهدد مصالحها.