الأربعاء, 15 مارس 2023 4:15 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
حذّرت الأمم المتحدة من المشاكل السياسية في العراق متوقعة أن الوضع سيقود لتفجر احتجاجات جديدة، فيما رفض السوداني جرّ بلاده الى صراعات بين دول الجوار ومعارضيها.
وأكدت بلاسخارت، في كلمة لها خلال ملتقى السليمانية، أن “إقرار حكومة العراق الجديدة الذي تمّ مؤخراً بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوفر فرصة بالغة الأهمية، وفرصة لإعادة البلاد إلى مسار الاستقرار”.
وأضافت: “أولاً وقبل كل شيء، وكما أوضح رئيس الوزراء سابقاً، فقد وافق مجلس الوزراء على الموازنة الاتحادية لعام 2023، وهذا خبر جيد بالفعل. وبطبيعة الحال، لا يزال يتعين على البرلمان إقرارها”، مبينة أن “بدون موازنة يقرها البرلمان، فإن تنفيذ برنامج الحكومة سيتأخر كثيراً- بما في ذلك تقديم الخدمات العامة”.
وتابعت بلاسخارت: “والأهم من ذلك أن ارتفاع أسعار النفط لا يمكنه أن يبقي البلاد واقفة على قدميها، وبالمثل، فإن خلق الوظائف بشكل مستدام لا يمكن تحقيقه من خلال زيادة تضخم القطاع العام. هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية ومالية”.
وشددت على “تتجاوز جهود مكافحة الفساد المنهجي في العراق الأفراد أو الأحداث، إن النظام الذي تم تأسيسه بعد عام 2003 ببساطة لا يمكن أن يستمر، وإذا ترك كما هو، فسوف يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى”، مردفة بالقول: “بالإضافة إلى ذلك، فإن القضايا العديدة العالقة بين بغداد وأربيل تتطلب قيام علاقات مؤسسية. وفي غياب ذلك، سيتحسن القليل وليس الكل”.
وأكملت: “في عام 2019، صورت مشهداً تشوبه سياسة الفصائل والأطراف الفاعلة غير الحكومية واختلال موارد الدولة وسوء الخدمات ونقص الوظائف. والآن، بعد مضي أربع سنوات، لا يزال العديد من هذه القضايا قائماً بشكل بالغ الحدة، لذا لا يوجد وقت لنضيعه”.
وبينت، أن “التحديات التي تنتظرنا متعددة وسيكون من السذاجة بمكان الاعتقاد بأن إرث الصعوبات الماضية والتهديدات الناشئة حديثاً سيتوقفان عن اختبار قدرة البلاد على الصمود، وكأي دولة أخرى، سيخضع العراق للاختبار – عاجلاً أم آجلاً ولكن ما يدعو إلى الخوف هو أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء سريع، فإن العراق سوف يفشل في هذا الاختبار”.
وشددت على “الرسّو بالبلاد في الاستقرار الذي تحتاجه لتتحمل الصدمات المستقبلية”، موضحة: “ولكي يحدث ذلك، يجب أن نتعلم بشكل جماعي من التاريخ – والتاريخ الحديث في الوقت ذاته – لتجنب تكراره”.
وأضافت: “لكن الاقتتال السياسي الداخلي والمصالح الخاصة للأحزاب في إقليم كردستان لا يمكن إغفال ذكرها”.
وقالت بلاسخارات، أن “يمكن لكردستان أن يتحد ويتصدى للفساد المنهجي وأن يعزز احترامه للحقوق والحريات الأساسية، وأن يحقق تقدماً ملموساً في الإصلاح الأمني والاقتصادي، وأن ينخرط في حوارٍ على الرغم من الخلافات الداخلية التي تبدو في بعض الأحيان (أعترف بذلك) أنه لا يمكن التغلب عليها، أو يمكنه أن يفشل في ترتيب شأنه الداخلي، والمخاطرة بما حققه خلال العقود الماضية”.
وأكدت قائلة: “إننا نأمل مخلصين أن يتمكن العراق، بالاعتماد على ثروته الهائلة وتنوعه وفرصه وإمكانياته- الآن، وبالتالي يتم تمكينه، من المضي قدمًا بنجاح”.
وأشارت إلى، أنه “بعد 20 عاماً، تستحق البلاد أن تتجاوز الحلقات اللانهائية من عدم الاستقرار والأوضاع الهشة، وأن العراقيين على دراية تامة بالحياة التي وعدوا بها بعد صدام. وبعد عقدين من الزمن، فإنهم يستحقون ما هو أفضل”.