الأربعاء, 1 مارس 2023 9:44 ص

يعتبر اليوم الأول من شهر آذار تأريخاً رسمياً في العراق ل (( عيد المعلّم )) ..
وقد حاولت أن أكتب تهنئة عامة بالمناسبة لكن انتابني شعور بألم وحزن عميق .. وحسرة اختلجت بها نفسي لما آل إليه حال المعلّم في العراق !
التعليم وظيفة ربّانية تكتسب قدسيتها من أن المعلّم الأول والحقيقي هو الله سبحانه ! حيث قال : (( الذي علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم )) وقال : (( خلق الإنسان علّمه البيان )) وقال : (( وعلّم آدم الأسماء كلها )) ..
ثم أنيطت مهمة التعليم بالرسل والأنبياء عليهم السلام .
قال تعالى : (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) .
المعلّم هو رسول حقيقي في أداء رسالته الربّانية في التعليم .. وليس كما قال الشاعر : كاد المعلّم أن يكون رسولاً !!
فما هو حال هؤلاء ( الرُسل ) عند أبناء الجيل الحاضر ؟! وهل عرفوا قدسية المعلّم وحافظوا على حرمته ؟!
عندما أرى في بعض وسائل الإعلام حادثة توّثق إعتداءً على معلّم أشعر كأن جرحاً نازفاً ضرب عمق عقيدتي الشخصية !
إلى كلّ أخواني وأبنائي في المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية .. احفظوا حرمة ( رُسُلكم ) واجعلوا كل أيامهم معكم عيداً .. واعلموا أن كل لحظة تقضونها أمام ( سبوراتهم ) هي خطوة للخروج من الظلمات إلى النور ..
ومن جهة أخرى أوجّه رسالتي الى المعلّم نفسه بأن يحفظ حرمة هذه الوظيفة الإلهية التي أوكلت إليه ويؤدي أمانة التعليم المشفوع بالتربية .

قال الإمام السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق :
وحق سائسك بالعلم: التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه وأن لا ترفع صوتك عليه ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه [أحدا]، ولا تغتاب عنده أحداً وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدواً ولا تعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس.

وأخيراً إلى كل من علّمني حرفاً أو كلمة أو فكرة في المدرسة والحوزة أرفع أسمى آيات التقدير والمحبة وأقبّل تلك الأيادي المباركة .. ولم أنْسَكم بالدعاء في كل مواطن الإجابة ..

تلمذيكم المقصّر بحقكم جميعاً

محمود نعمة الجياشي