الجمعة, 22 يوليو 2022 8:19 م

جعفر الونان

مع كل أزمة خارجية يظهر طيف واسع من زبائن الدول ، لاسيما صُناع القرار السياسي ،فواحدة من كبائر ذنوب النظام السياسي ما بعد٢٠٠٣ انه لايتحسس من الانتماء أو الزبائنية الدائمة لدول أخرى، بل صار بعضهم يتحدث بطلاقة لسان “تويترية” عن قربه من مخابرات الدول الأجنبية .

في كل القضايا الخارجية للعراق لم نسمع مثلاً سياسياً من الدول المختلف معها تحدث لصالح العراق، بينما يبدو الامر عادياً عندما يبرر سياسي بارز جريمة نكراء بشعة استهدفت عوائل لاحول ولا قوة لها بالقول إن تركيا غير مسؤولة عن ذلك.

كل الاحتجاجات العراقية التي عقبت الجريمة النكراء في مصايف زاحو كانت طبيعية وتحت سقف القانون، إلا أن الغرابة الكبيرة هي مستوى الاندفاع نحو تبرير الجريمة وتزيين صورة العدوان، هذه غرابة لا تعقبها غرابة!.

يميل العاقلون دائماً لاجراءات الدبلوماسية عبر القنوات الرسمية مع ضرورة أن يعرف الطرف الآخر أن العراق ليس ساحة لتصفية صراعات قديمة أو داخلية أو منصة لاستعراضات ورسائل دولية.

من دون شك أن العراق المثقل بالأزمات الداخلية الكبيرة ليس من صالحه فتح جبهات جديدة مع الدول المجاورة أو البعيدة ، مقابل ذلك من المؤسف أن يغرز بعضهم خناجره في ظهر العراق مع كل أزمة خارجية ليقول لولاة نعمته لقد ضحيت بالعراق وداخله من أجلكم، فأنا من المطيعين والساجدين والحامدين والراكعين.

هذه الخناجر أكثر وجعاً وجرحاً على العراق من الاعتداءات الخارجية سواء كانت بالتجاوز على المياه أو انشاء موانئ تضيق العراق اقتصادياً أو التجاوز على الحدود وانتهاكها أو قصف المدن الآمنة.
أيتها الخناجر ..التأريخ لايرحم من باع بلده من أجل (عفيه) خارجية!