الثلاثاء, 11 يناير 2022 8:23 م

متابعة/المركز الخبري الوطني

قالت وكالة “فرانس برس ” انه بعد عامين من انهيار اقتصادي غير مسبوق يفاقمه شلل سياسي لم يعد لبنان نقطة انطلاق للاجئين الأجانب فحسب بل ايضاً لمواطنيه الذي باتت غالبيتهم تحت خط الفقر.

وأوضحت الوكالة في تقرير أن “الهجرة غير القانونية ليست ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكل منصة انطلاق للاجئين، خصوصا السوريين، باتجاه قبرص على وجه الخصوص، الدولة القريبة والعضو في الاتحاد الأوروبي. لكن يتزايد عدد اللبنانيين الذين يخاطرون بأرواحهم بحثا عن بدايات جديدة بعيدا عن بلدهم الغارق في الأزمات”.

ونقلت الوكالة عن إبراهيم (42 عاما)، وهذا اسمه المستعار، من مدينة طرابلس (شمال)، إنه يؤمن مدخولا إضافيا له من خلال المساعدة على تهريب لبنانيين إلى الخارج عبر البحر، مؤكدا:”لو أنني لا أعمل في هذا المجال، لكنت غادرت مثلهم وقصدت مهربا لمساعدتي في تحقيق ذلك”.

وقال إنه “منذ عام 2019، تمكن من تهريب قرابة مئة لبناني إلى أوروبا”، مضيفا: “أخرجتهم من هنا، من التسول. هناك على الأقل إذا وضِعوا في مخيم، سيأكلون ويشربون بكرامة”.

وقالت “فرانس برس” إن محاولات الهجرة غير القانونية تخللتها حوادث وفاة وغرق في عرض البحر.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 1570 شخصا على الأقل، بينهم 186 لبنانيا، شرعوا أو حاولوا المغادرة في رحلات بحرية غير قانونية من لبنان خلال الفترة الممتدة بين يناير ونوفمبر من العام الماضي، غالبيتهم باتجاه قبرص.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية ليزا أبو خالد لـ”فرانس برس” إن العدد الإجمالي كان 270 ، بينهم 40 لبنانيا عام 2019.

وفي رد على أسئلة لـ”فرانس برس”، أكد الجيش اللبناني أن عمليات المراقبة والرصد “تنفذ من خلال وحدات الكشف المتقدم المتمثلة بشبكة رادارات منتشرة على طول الشاطئ، ومن خلال دوريات متواصلة” في المياه الإقليمية، بالإضافة الى جهود مديرية المخابرات لملاحقة المهربين.

في عام 2020، نجحت القوات البحرية، وفق الجيش، “في ضبط نحو 20 مركبا وتوقيف 596 شخصا وتسليمهم إلى السلطات المختصة”. وكثفت تلك القوات دورياتها مع ارتفاع عدد عمليات التهريب.

وأوضح الجيش أن “عصابات التهريب” تضم غالبا أشخاصا من جنسيات مختلفة، لكنّ رؤساءها يكونون عادة من اللبنانيين لمعرفتهم بتفاصيل الشواطئ والمناطق اللبنانية”.