الأحد, 7 يوليو 2019 5:27 م

حميد المختار- دأب الكاتب العراقي على صنع ثيماته وفق رؤاه وافكاره او ما يعيشه في واقعه اليومي، والمرأة كما هو معروف تشكّل ثنائياً خالداً في الذهنية والذات الانسانية وفي الواقع المعيش وتتمظهر عبر مستويات وعي مختلفة للكاتب، ابتداءً من الارض والام الى الزوجة والحبيبة والذات الاخرى واحياناً العاهرة منذ بدايات الوعي القديم للانسان العراقي كما هو موجود في مثال صاحبة الحانة في ملحمة كلكامش التي علمت الحياة لانكيدو وكذلك بدايات القصص العراقي مطلع الخمسينيات وحتى وقتنا
الحاضر.
على صعيد تجربتي، صارت المرأة عبر رواياتي، اما أماً تحمل صوتاً داخلياً دافئاً في ذات الابطال او زوجة مغلوبة على امرها في واقع كئيب ومتخلف او الحبيبة الغائبة، المرأة المفتقدة المجهولة، المرأة الحلم، المرأة التي تستوطن العقل والقلب والفؤاد، امرأة الغموض والغياب والتجلي، امرأة كما لو كانت آلهة لان المرأة وهي في أدوارها الاولى كانت إلهة فعلاً لدى الكثير من الشعوب والاقوام
والديانات.
لهذا بقيت هذه القدسية في لاوعي الرجل وان تحولت الى ضحية لغضب الذكر القادم من عمق التخلف والعرف والفهم الخاطي للاديان، لكنها في النتيجة ظلت سيدة الوعي والفكر والتمدن والحضارة وهي التي قادت ذهن السارد الى مناطق النور بعد ان عاش ردحاً طويلاً في زوايا العتمة والظلام، والامر الذي يقود الكاتب الى التطرف احياناً حين يؤنث سعاداته ويسوق كل تلك المعاني الى مكامن رغباته سواء المكبوتة او المكتوبة والمعلن عنها بحيث تصبح المرأة هي الرحم وهي البئر وهي الزنزانة وهي الجنة والنار ايضاً، كلها مفردات انثوية صارمة وحالمة تتموضع في لا وعي الكاتب وتتمخض عنها رؤى جديدة لمعرفة مسار احداثه في رواياته وقصصه وقصائده واحلامه ولم تخل رواية عن وجود انثوي وان من بعيد، فالمفردة الانثى تقود من خلال مسك العطر والوجود الى ذكرها الوعل في رمزية عالية منذ اساطير العقل البشري الاول وحتى اخر رواية يكتبها الشباب
اليوم.
اما اذا تحدثنا عن النتاج الفكري والادبي الانثوي فهذا سيحتاج الى الكثير من الجهد والوقت لان المرأة وعبر تاريخها الطويل كتبت وابدعت وانتجت ما يوازي نتاج الرجل في الكثير من حقول المعرفة والوعي والسرد والابداع والفنون.