الأثنين, 15 نوفمبر 2021 1:16 م

قال الله تعالى (واذا حكمتم بين الناس، ان تحكموا بالعدل)، وقالوا قديما قولا نسبوه لابي حامد الغزالي، وبعضهم نسبه الى ابن خلدون( العدل اساس الملك)، وعندما يتحدث القرآن عن العدل ، وعندما يولي الفقهاء والمفكرون، قضية تحقيق العدالة، في المجتمع، كل هذا الاهتمام، فهذا يعني خطورة هذه القضية، وحساسيتها العالية، وربما صعوبة تحقيقها مالم تتوافر شروطها الموضوعية، والشروط الموضوعية هنا تتمثل بوجود منظومة قضائية تتوافر على متطلبات القيام بهذه المهمة الكبيرة، والمنظومة القضائية في العراق، جسدها خير تجسيد، مجلس القضاء الاعلى، الذي استطاع وبقوة، ان ينشر ظلال العدالة في ارجاء الوطن، وكان بمثابة الحصن الحصين، الذي يشعر معه الناس بالاطمئنان والامان، ان عراقيا لن يُظلم وهو يستظل بشجرة العدالة ذات الظلال الوارفة.
وقطعا، ان الارضية والبيئة، التي يعمل فيها القضاء، ويمارس القضاة مهامهم، لم تكن مزروعة بالورد، انما كانت بيئة مليئة بالاشواك، والاحجار، وربما حتى العبوات، ولكن على الرغم من هذه الصعاب التي اكتنفت عمل المنظومة القضائية، الا ان مجلس القضاء الاعلى بدءً من رئاسته، ومرورا بجميع تشكيلاته ومؤسساته وقضاته، استطاع ان يرسي دعائم العدالة في العراق، وان يتصدى بقوة لجميع المحاولات التي سعت الى الاساءة للقضاء، وتمكن من حماية الحقوق وصيانة الحرمات، واثبت للجميع انه ليس جدارا منخفضا ليعبر عليه الاخرون الى جهة مصالحهم الضيقة، كما اثبت القضاة العراقيون، انهم ليسو لقمة سائغة لمن هب ودب، بل اثبتوا فعلا انهم فوق الميول والاتجاهات.
وكم حاول الكثيرون، رمي شجرة عدالة القضاء العراقي بحجر، الا ان كل تلك المحاولات طاشت وخاب الذين يقفون خلفها، ذلك لان مجلس القضاء كان يقف على ارضية صلبة ويستند الى جدار صلد لا ينقض، فقد بُني هذا الجدار على اساس مبادئ العدل والعدالة..
وهنا وازاء رصانة وعدالة وقوة وصلادة القضاء العراقي، ليس لنا ان نحيي بقوة، مجلس القضاء الاعلى، وكل القضاة العراقيين الذين نذروا كل شيء من اجل تحقيق العدالة، ونشر العدل، في الوطن، ليكونوا بذلك الحصن الحصين لجميع العراقيين.

مصطفى كامل